مدار الساعة - قدّم اللواء الركن (م) الدكتور محمد خلف الرقاد مدير التوجيه المعنوي الأسبق ورقة خلال الندوة التي عقدت يوم الخميس 8//11/2018 في المركز الثقافي في جبل الأشرفية التابع لأمانة عمان الكبرى والتي جاءت تحت عنوان : " القرار الاستراتيجي لجلالة الملك عبدالله الثاني باستعادة منطقتي الباقورة والغمر الأردنيتين".
وقال اللواء الرقاد : بأن قرار جلالة الملك عبدالله الثاني القاضي بإنهاء المضامين المتعلقة بمنطقتي الباقورة والغمر بموجب الملحقين 1/ب ... و ..... 1/ج في اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية التي وقِِّّعت في وادي عربة في 26/10/1994 كان قراراً ًاستراتيجياً ًسياسياً ًسيادياًً وتاريخياً ًبامتياز .
كما ناقش الدكتور الرقاد بنود الملحقين أعلاه، وقال إن النصوص التي اشتمل عليها الملحقان في اتفاقية السلام تجلي وبوضوح أن الأردن هو صاحب السيادة في منطقتي الباقورة والغمر ، وهو الذي يقرر إنهاء أو استمرار العمل بما جاء في الملحقين وذلك استناداً إلى المصلحة العليا للدولة الأردنية ، وقد ارتأى جلالة الملك أنه طالما أن الباقورة والغمر على رأس أولويات جلالته فإن قرار جلالته بإنهاء الملحقين جاء انطلاقاً من من حرصه على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين ، وهو ما يشكل مصلحة عليا أردنية في ظل الظروف الحالية.
وقال الرقاد : إن معالجة جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه لمسألة الباقورة والغمر أثناء المفاوضات الشاقة التي سبقت توقيع معاهدة السلام بوضع المنطقتين في نظام خاص تحت السيادة الأردنية في الملحقين المذكورين آنفاً عكس فهماً ًاستراتيجياً ًأردنياً ًهاشمياً ًاقتضى الموافقة على هذا النظام الخاص لفترة محدودة زمنياً ًتعود الأرض في المنطقتين بعدها للحوزة الأردنية ، وذلك بغية الحفاظ على الهدف الاستراتيجي الأكبر وهو تحقيق السلام الذي شكّل خيارا ً استراتيجياً ً عربيا ً ، مثلما شكّل هذا الفهم الاستراتيجي مخرجاً سياسيا ً أكد السيادة الأردنية على المنطقتين ، ودفع عجلة السلام نحو الهدف الاستراتيجي .
وجاء قرار جلالة الملك عبدالله الثاني استكمالا ً للفهم الهاشمي الاستراتيجي لاستعادة الباقورة والغمر مستنداً ًإلى عدة مرتكزات من أهمها : حق جلالة الملك في الدستور الأردني بعقد المعاهدات والاتفاقيات ، والحكمة الهاشمية ونظرتها الاستراتيجية الشمولية ، والمصلحة العليا للدولة الأردنية ، وعمق الإدراك السياسي للقيادة السياسية الممثلة بجلالته ، واحترام المواثيق والعهود الدولية والقانون الدولي .
كما أكدت الورقة على أن هذا القرار الاستراتيجي السياسي السيادي التاريخي جسّد الحكمة والحرص الهاشميين على حق الأردن والأردنيين من شتى المنابت والأصول ، ويعتبر إنجازا ً يضاف إلى سجل الإنجاز الهاشمي على مدى ما يقارب المائة عام على قيام النظام السياسي الآردني المشهود له بالحكمة والرشد والمرونة والحذاقة السياسية والدبلوماسية والفهم الاستراتيجي البعيد المدى .
كما أشارت الورقة إلى أن التفاوض مع إسرائيل حول الانتهاء من الموضوع نهائيا ً لن يكون أمراً ًسهلا ً حيث صرح نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إسرائيل ستطلب التفاوض مع الأردن ، وهنا قد تلجأ إسرائيل أثناء التفاوض إلى البحث عن أساليب ووسائل مختلفة قد تصل إلى درجة طلب التحكيم الدولي ، أو استغلال علاقاتها مع الدول الكبرى لممارسة ضغوطات معينة على الأردن ، أو استغلال بعض بنود الاتفاقية في مواد وبنود أخرى كالمياه مثلا ً ، وأكدت الورقة على ضرورة تحوط المفاوض الأردني على كل الأسانيد والوثائق القانونية والسياسية والإدارية التي تسد الطريق على المساعي الإسرائيلية لمحاولات التمديد للوضع الخاص في المنطقتين لفترة ثانية.
كما شارك الأستاذ الدكتور عامر ابو جبلة أستاذ التاريخ في جامعة مؤتة بورقة قدّم خلالها فرشة تاريخية وسياسية حول منطقتي الباقورة والغمر والظروف التي مرت بها المنطقتان ، وكيف قامت إسرائيل باحتلال الباقورة في عام 1950 ، واحتلال منطقة الغمر خلال الفترة من عام 1968 – 1970 ، مؤكدا ً على أن قرار جلالة الملك جاء انتصارا ً للارض وللمواطن ، وملبياًً لطموحات وتوقعات الأردنيين ، وفي نهاية الندوة أجاب المتحدثان على أسئلة واستفسارات الحضور.
وحضر الندوة الأستاذ ثامر الشوبكي مدير الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى وجمع من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي في المنطقة ، وجاءت الندوة بتنسيق ما بين الأستاذ محمد شريتح رئيس جمعية وطني وما بين مجلس التطوير التربوي في منطقة الأشرفية وشبكة مدارس الاشرفية والمركز الثقافي في الأشرفية / عمان .
