انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

«الروزنامة الخالدة» .... يوم جديد ... صفحة جديدة

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

في التاريخ الأردني الكثير من محطات الفخر، والعديد من الأيام الخالدة، التي تشكل أوراق وصفحات» الروزنامة الوطنية» التي يعتز بها كل اردني،وهي أوراق وصفحات يجمع الأردنيون على الاحتفاء بها، واعتبارها» ترفع الراس»، وتملأ النفوس زهوا بما تحويه من تفاصيل ريادية، تتجاوز الحدود الجغرافية الضيقة،وتتغلب على معطيات الزمان والمكان أيا كانت تلك المعطيات.

أوراق وصفحات تلك الروزنامة كثيرة، وتمتد على مدى التاريخ الأردني، ويصعب حصرها في عجالة كهذه ... لكن التوقف عند آخر تلك الصفحات يبدو اكثر عمقا وتاثيرا بحكم تميزها على المستويين الوطني والإقليمي.

فهي صفحة مجد تمثلت بالتوجيه الملكي بإلغاء ملحقي الباقورة والغمر من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وبعبارة أخرى استرداد منطقتي الباقورة والغمر واعادتهما بشكل كامل الى السيادة الأردنية.

أهمية ذلك القرار التاريخي والذي لا يقل أهمية عن قرار الحسين العظيم بتعريب الجيش الأردني، وطرد قيادته البريطانية، انه جاء من راس الدولة جلالة الملك، وانه جاء متماشيا مع رغبات كل الأردنيين وملبيا لها، فجلالته صاحب القرار وهو الذي قام باعلانه امام مجموعة من الساسة، وفي ظرف من اصعب الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم حيث المحاولات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى بـ» صفقة القرن».

وهو ثاني رد اردني ـ في ذات السياق ـ على التعنت الإسرائيلي، وما تلقاه من دعم أميركي والى حد ما عربي، حيث سبق ان اعلن جلالة الملك رفضه لـ» صفقة القرن»، وللقرار الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وطنيا، لا يمكن اغفال التاثيرات العظيمة للقرار على الساحة المحلية، فقد نجح القرار في توحيد كافة الاطياف السياسية خلف القيادة الهاشمية ، واكد بما لا يدع مجالا للشك بان الأردنيين بمختلف توجهاتهم يتحولون في لحظة معينة الى صف واحد من الموالاة كما هم صف واحد دوما خلف القيادة الهاشمية مهما اختلفوا في التوجهات الفكرية.

كما اكد القرار ان مختلف الاجتهادات التي تظهر في الشارع الأردني انما هي اجتهادات وطنية لا تمس الثوابت، وانما تعززها وتدعمها وتكرسها جيلا بعد جيل.

هنا، لا يمكن اغفال تبعات ذلك القرار الجريء... فالمعطيات تكشف عن مشروع إسرائيلي للضغط على الأردن من اجل التراجع عن القرار، وفي حد ادنى محاولة تفريغه من مضمونه او التقليل من شانه... الامر الذي يستدعي ان نقف صفا واحدا دعما لهذا القرار، وان نتحمل اية تبعات يمكن ان تنجح الصهيونية العالمية في فرضها، سواء اكان ذلك بطريقة مباشرة او غير مباشرة.

نعلم ان للاردن علاقات جيدة مع كافة دول العالم، وان القيادة قادرة على توظيف تلك العلاقات في خدمة القضايا الوطنية .. لكننا ندرك أيضا ان للوبي الصهيوني ادواته الفاعلة في خدمة المشاريع الإسرائيلية، وبين هذه وتلك تبقى وحدة الصف ودعم المشروع الوطني الكبير المتمثل بإلغاء ملاحق الباقورة والغمر في معاهدة السلام على رأسها.
ش
الدستور

مدار الساعة ـ