قصة قرأتها تقول : أن جدّنا أي جدّ العرب (قحطان) كان له ولدان (يعرب ويقطان) ، خرج الأخوان يوما لرعي مواشيهم ، وعند الظهيرة قاما بذبح خروف ووضعاه على النار ، وأثناء ذلك غافلهما اللصوص وسرقوا بعضاً من قطيعهم.
هبّ يقطان الى سلاحه وطلب من أخيه أن يلحق به ليسترجعا مواشيهم ، لكن يعرب قال : لا أستطيع ترك اللحم على النار فقد يحترق ، وأسرع يقطان في أثرهم وحده وهاجمهم ، لكنهم تمكنوا منه وقتلوه .
كان ليقطان ولد واحد ، فيما عاش يعرب طويلا وخلّف تسعة أولاد، وأطلق الناس على ذرية يقطان لقب "بني مدركة "، فيما لقِّب ابناء يعرب وذريته "بني طابخة" .
وهكذا أصبح العرب صنفين بحسب انتسابهم ، فهم إما أهل الشهامة والمروءة والشجاعة، وهم نسل بني مدركة، واما نسل بني طابخة وهم الذين يميلون الى الطبخ والنفخ والتفاخر والتظاهر بالشجاعة والكرم والمروءة.
المصيبة أن بني مدركة ظلت نسبتهم قليلة جداً وهي العُشر، فيما تسعة أعشار العرب وهم الأكثرية من بني طابخة.
فما أشد الشبه بين الأمس واليوم .. أليس هذا حالنا نحن الأحفاد؟