مدار الساعة - خليل حماد - لانها أم ولأنها تجسد معاني الأمومة وقفت جلالة الملكة رانيا العبدالله الى جانب أسر ضحايا البحر الميت معزية ومواسية.
فكانت الصور العفوية لتلك الزيارات تحكي ما لا يمكن شرحه. أسرٌ مفجوعة بكارثة فُجع لها الأردنيون كلهم، وبحاجة إلى من يواسيهم.
الملكة سمعت منهنّ، بكين لها حالهنَّ. صرن يصفن لها دقائقهنَّ الأخيرة مع أبنائهنّ الضحايا، يشرحن ويشرحن، وكأنهنّ لا يردن أن ينسين تلك اللحظات.
في النبأ، والنبأ كبير، أن 21 شخصاً معظمهم من الأطفال لقوا حتفهم إثر مداهمة السيول لمكان وجودهم في رحلة إلى منطقة البحر الميت، ما أدى إلى جرف الطلبة جراء السيول.
ما الذي يمكن أن يقال لمكلومة فقدت ابنتها في ثانية. لم يكن فقداناً عادياً. هل تعذبت؟ ما الذي كانت تفكر فيه حينها. ما الذي كانت تفعله؟
الأمهات المكلومات، وهنّ الضحايا، صرن يشرحن لملكة وجعهنَّ بألم شديد. كنَّ خائرات القوى، لا تكاد جملهنَّ تخرج من بين شهقات بكائهن.
قلن لجلالتها كيف تلقين الخبر، وأي جحيم قذف في أرواحهنّ وهنَّ يبحثن عن فلذات أكبادهنّ، إلى أن أعلنت السلطات أنهم من بين المتوفين.
"ربنا يصبرك.. ربنا يصبرك". قالت جلالتها للأمهات، وهي تواسيهنّ في مصابهنّ الجلل، وتدعو لهنَّ؛ لعل قلوبهنّ تقوى على احتمال ما لا يحتمل.