مدار الساعة - جميل برماوي- قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات ان المؤشرات السياحية للعام الحالي تنمو بشكل متسارع وأن الشهور القادمة ستشهد حركة سياحية غير مسبوقة، حيث ينتظر وصول أعداد كبيرة من السياح من مختلف دول العالم، بعد ان تم فتح اكثر من عشرةاسواق أوروبية سياحية جديدة منها اليونان وايطاليا وبلغاريا والمانيا وبولندا.
واضاف عربيات في مقابلة مع وكالة الأنباء الاردنية (بترا) ان الاردن على موعد مع حركة سياحية نوعية ومن وجهات سياحية مختلفة، بعد ان تم توقيع العديد من الاتفاقيات بهذا الشأن مع شركات سياحية وطيران عالمية متعددة، حيث ستحط في مطار الملك حسين في العقبة اسبوعيا اكثر من 22 رحلة سياحية، ضمن منظومة الطيران منخفض التكاليف والعارض، اضافة الى عشر رحلات سياحية الى عمان،عازيا هذا الأمر الى الاستراتيجيات التسويقية التي اعتمدتها الهيئة لهذا العام والتي كان من ثمارها وضع الأردن على الخارطة السياحية للعالم، حيث اصبح يصنف من افضل عشر وجهات سياحية في العالم.
وقال ان "الهيئة تمكنت من خلال توظيف التسويق لترويج الأردن كعلامة سياحية بارزة ووجهة متميزة في أسواق السياحة العالمية ان تصبح المملكة مقصدا رئيسيا للسائح في الأسواق العالمية"، حيث بلغت نسبة الحجوزات الفندقية للفترة الممتدة من شهر تشرين الأول الجاري وحتى نهاية نيسان من العام المقبل 100% في منطقة البتراء والعقبة ووادي رم.
ولفت الى ان اعتماد الاردن كوجهة سياحية جاء لما يتمتع به من أماكن سياحية طبيعية ومواقع دينية بالإضافة إلى تقديمه روح المغامرة و المتعة لزواره من مختلف أنحاء العالم، مشيرا الى أن الهيئة نجحت في تغيير الصورة الذهنية لدى السائح الأجنبي والمتعلقة بوقوع الاردن في اقليم ملتهب، حيث قامت بدعوة اكثر من 1500 ناشط عالمي مهتم بقضايا السياحة على مواقع التواصل الاجتماعي لزيارة الاردن والذين بدورهم قاموا بالترويج للمواقع السياحية والاثرية والحضارية في الاردن عبر منصاتهم والتي حققت نسب مشاهدة بالملايين وكان من ثمارها اعتماد الاردن كأحد افضل الوجهات السياحية في العالم وزيادة نسب الاقبال على زيارة الاردن لاغراض السياحة المتعددة.
وقال عربيات ان الهيئة تقوم بدعم تذاكر السفر بواقع 60 دولارا لكل تذكرة شريطة مكوث السائح اكثر من اسبوع في الاردن، حيث يقدر ما ينفقه في هذا الوقت بأكثر من الف دينار، يذهب جزء منه الى خزينة الدولة على شكل ضرائب ورسوم، ونتيجة لهذا الدعم فانه من المتوقع ان يكون لدينا خطوط جديدة تسيرها شركة عالمية منها "ايزي جت" من برلين ولندن الى العقبة ضمن حزمة الطيران منخفض التكاليف، كما ستقوم "راين اير" بتسيير رحلتين اسبوعيا للعقبة من اربع وجهات سياحية.
ودعا المستثمرين التوجه للاستثمار في المناطق السياحية خصوصا في مناطق الشمال لما تشهده من حركة سياحية كبيرة ونقص في الخدمات السياحية، لافتا الى اهمية الاستفادة من الاعفاءات الضريبة التي تمنحها الحكومة للمستثمرين في هذه المناطق والتي تعامل معاملة المناطق التنموية.
ونبه عربيات الى النقص المتوقع في بعض الخدمات السياحية نتيجة الزيادة الكبيرة في الحركة السياحية نحو الاردن والمتعلقة بوسائل النقل السياحي، والادلاء السياحيين. وأشار الى الدور الكبير الذي يقع على عاتق المواطنين في المساهمة بزيادة نسب قدوم الافواج السياحية للأردن من خلال حسن استقبالهم وعكس الصورة الحقيقية لاخلاق الاردني واحترامه لزواره، والابتعاد عن الظواهر السلبية او الاستغلال المالي لما لذلك من انعكاسات خطيرة على قطاع السياحة والاقتصاد الوطني.
ولفت الى ان عشرات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة ستتوفر في قطاع السياحة وقد اصبح اليوم داعما أساسيا للاقتصاد الوطني، إذ إنه يرفد قطاع الخزينة بنحو 12 % من ايراداتها، كما شهد الدخل السياحي ارتفاعا ملحوظا بنسبة 15.4 % في نهاية آب من العام الحالي أي نحو 2.6 مليار دينار، مقارنة 2.2 مليار دينار في الفترة ذاتها من 2017. وبحسب المؤشرات السياحية الصادرة عن وزارة السياحة فان نسبة زوار المبيت في ازدياد مستمر حيث كانت نسبة التغير بين عامي 2017 و 2018 حتى نهاية أيلول في عدد سياح المبيت 10%من الدول الافريقية و16.9% من مجموعة امريكا و18.9%من مجموعة اسيا و26%من أوروبا و10.4% من الدول العربية .
وقال عربيات "هذه كلها مؤشرات تدل على النمو المتزايد ونحن بحاجة للبناء على هذه التغييرات الايجابية".
وأضاف ان الهيئة تبذل جهدها لجذب واستقطاب السياح الى المملكة من خلال إيصال الصورة الحقيقية وما يتميز به الأردن عن باقي دول المنطقة بالشأن السياحي، لكن هذا الجهد بحجة الى تضافر كافة جهود المعنيين من مؤسسات رسمية وفنادق وجمعيات سياحية ووكالات سياحة وشركات نقل سياحي والقائمين على خدمات السياح ومواطنين واعلام لادامة تدفق الافواج السياحية ورفع نسبها، حيث اننا نمتلك كل المقومات التي تمكننا من ان نكون من الدول المتميزة سياحيا على مستوى الاقليم والعالم.