مدار الساعة - اشتكى وكلاء سيارات من تكرار تلف شمعات احتراق "بواجي" مركبات عملائهم خلال فترة قصيرة، مرجحين أن يكون السبب في ذلك نوعية البنزين المستخدم في هذه المركبات، وذلك رغم تأكيد شركات تسويق المشتقات النفطية الثلاث مطابقة البنزين المستورد والمحلي للمواصفات القياسية الأردنية والعالمية.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه شركات تسويق المشتقات النفطية مطابقة البنزين المستورد، وكذلك المنتج في مصفاة البترول للمواصفة القياسية التي تفرضها مؤسسة المواصفات والمقاييس.
وفي هذا الخصوص، قال نقيب وكلاء السيارات، طارق الطباع، إن النقابة تنظر في العديد من الملاحظات التي وردت إلى النقابة حول سرعة تلف هذه الشمعات والحاجة إلى استبدالها من قبل أصحاب السيارات في فترة أقل بكثير مما يفترض.
وبين أن هذه الشكاوى وردت من وكلاء عدة، وبالتالي فإن النقابة ستدرس هذه الملاحظات للوقوف على أسبابها الحقيقية، وبناء عليه مخاطبة الجهات المعنية مثل مؤسسة المواصفات والمقاييس، وكذلك شركات تسويق المشتقات النفطية.
وأشار وكلاء سيارات، إلى تكرر تلف شمعات الاحتراق "البواجي" في سيارات زبائنهم، ما استدعى تبديل هذه الشمعات مرات عدة في فترة قصيرة، رغم قيامهم بتغيير نوعية ومنشأ هذه الشمعات في محاولة لتفادي تكرار تلفها، إلا أن ذلك لم يحل دون تكرار تلفها مرة أخرة وفي فترة وجيزة جدا، مرجحين أن يكون السبب الأكثر منطقية هو نوعية البنزين وتحديدا أوكتان 90.
ومن جهته، أكد مدير عام شركة تسويق المشتقات البترولية الأردنية "جوبترول"، المهندس خالد الزعبي، أن البنزين في محطات المحروقات كافة في الأردن سواء المستورد من الأسوق العالمية، أو المنتج محليا والذي يتم تكريره في مصفاة البترول، مطابق للمواصفة القياسية الأردنية.
واعتبر أن الشكاوى بخصوص نوعية البنزين في السوق تعود إلى "اجتهادات شخصية من قبل بعض المتعاملين في هذا المجال"، مؤكدا أن كل ما يتم بيعه للمستهلكين مطابق للمواصفات ويخضع لفحوص مخبرية قبل طرحه في الأسواق أو إدخاله إلى المملكة.
وقالت شركتا "توتال" و"المناصير"، إن ما تم استيراده مؤخرا من مادة البنزين أوكتان 90 يعد صديقا للبيئة، كونه يحتوي على كميات أقل من الكبريت، الأمر الذي يساعد على تقليل مخاطر الانبعاثات ويقلل الحاجة إلى إجراء صيانة للمحركات وأجزائها، كالصبابات، وذلك على عكس الوقود عالي الكبريت. ويجب ملاحظة أن الروائح المنبعثة من البنزين لا تؤثر على جودته أو كفاءة الاحتراق.
وأضافتا "كأبرز المستوردين، فإن شركتي المناصير وتوتال ملتزمتان بتزويد السوق المحلية بوقود عالي الجودة، وتضمنان أنها لا تتوافق مع المواصفات المحلية فقط، بل أيضا مع المواصفات القياسية العالمية وتتجاوزها في الكثير من الأحيان. وكجزء من هذا الالتزام، فإن الشركتين تستوردان بنزين اوكتان 90 منخفض الكبريت بأفضل مستوى من الجودة، وهو أفضل لصحة المستهلك ويرفع من جودة محرك السيارة، ويزيد من ديمومة المحرك بمستويات أداء عالية. وكذلك عملنا مؤخرا بالتشاور مع مؤسسة المواصفات والمقاييس على تطوير وتحسين المواصفات التي تم اعتمادها من قبل المؤسسة لجعلها صارمة أكثر كي نضمن تزويد المستهلكين بمنتجات عالية الجودة".
وبينتا أنه "يجب على المستهلك أن يدرك أهمية استخدام الوقود الملائم لمركبته؛ إذ إن استخدام الوقود الخاطئ للمركبة له تأثير سلبي عليها، فللحفاظ على فعالية أداء المركبة، يجب استخدام الوقود المشار اليه من قبل صانعي المركبة، فاستخدام اوكتان 90 في المركبة التي تم تصميمها من قبل المصنع لاستخدام اوكتان 95، حتما سينعكس على كفاءة محرك المركبة واستهلاك الوقود ويزيد من فرص الأعطال الفنية وما يتبعها من تكلفة صيانة ويؤثر على العمر التشغيلي للسيارة".
يشار إلى أنه تنفيذاً لعملية التحرير التدريجي لسوق المشتقات النفطية في السوق المحلية، تم إعطاء ثلاث شركات تسويقية الضوء الأخضر لبدء استيراد المشتقات في العام 2016، وذلك بموجب اتفاقية تم توقيها بهذا الخصوص مع وزارة الطاقة والثروة والمعدنية. إن استيراد الوقود بدأ في سوق الطاقة المحلية، بما يشكل 40 % من احتياجات السوق من الديزل، وبعد ذلك بوقت قصير استيراد كامل احتياجات المملكة من البنزين اوكتان 95. وفي مطلع شهر تموز (يوليو) من العام الحالي بدأت شركتا "توتال" و"المناصير" باستيراد بنزين اوكتان 90 بمواصفات عالية وعالمية، وبما يتوافق مع المواصفات القياسية التي تعتمدها مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية.
ونتج عن هذا الاستيراد توزيع بنزين اوكتان 90 منخفض الكبريت على مختلف المحطات التي تخدمها هاتان الشركتان في المملكة، وكان لها آثار مميزة للمستهلكين وتنعكس إيجابا على البيئة.
وأكدت مؤسسة المواصفات والمقاييس "مطابقة البنزين 90 للمواصفة القياسية، وأنه لم تردها أي ملاحظات بهذا الخصوص من قبل وكلاء سيارات حتى الآن".
وكانت المؤسسة قالت، في وقت سابق، إن بنزين أوكتان "90" وبنزين أوكتان "95" وديزل يورو "5" خاضعة للقواعد الفنية والمواصفات القياسية الأردنية وأنها لم تقم بتعديل المواصفات القياسية والقواعد الفنية الأردنية لتلك المشتقات النفطية، وأنها تقوم بدورها الرقابي على محطات المحروقات بشكل دوري ومفاجئ، وأخذ عينات من المشتقات النفطية ويتم فحصها بالمختبرات المعتمدة للتأكد من مطابقتها للقواعد الفنية والمواصفات القياسية، كما يقوم مفتشو المؤسسة باستخدام كاشف عن أي خلط يتم على بنزين أوكتان "90" وبنزين أوكتان "95" والخلط بالماء. الغد