مدار الساعة - في إطار زيارة يستضيفها المركز الأردني لبحوث التعايش الديني للاطلاع على الدور الإنساني الذي تقوده المملكة من أجل إحلال السلام في المنطقة، التقى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أمس الاثنين (15 تشرين الأول 2018)، وفداً من القيادات الدينية من كنيسة النرويج برئاسة القس الدكتور تروند باكيفيغ.
وأكد الفايز خلال اللقاء الذي حضره عدد من الأعيان، أن المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، تُعد أنموذجاً للتعايش السلمي، واحترام الآراء وتقبل الآخر. وأشار إلى أن لغة الحوار والسلام، تتصدر خطابات جلالة الملك في المحافل الداخلية والخارجية المختلفة، إذ يسجل لجلالته أنه طرح أوراقا نقاشية لمواضيع مختلفة، تحفز لغة الحوار وتفتح آفاقه على مختلف المستويات الوطنية.
ولفت الفايز إلى أن المملكة تستضيف نحو مليون و300 ألف لاجئ سوري، حيثُ تقوم بكل ما تستطيع لتلبية احتياجات اللاجئين ومساعدتهم رغم الضغوط الهائلة التي يفرضها عبء اللجوء على الاقتصاد الوطني والقطاعات الرئيسة مثل الصحة والتعليم. ودعا إلى استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين من أجل ضمان استمرارية الخدمات الحيوية المقدمة لهم.
وأشار إلى أن الأردن استطاع بفضل سياسة الملك عبدالله الحكيمة، ومناعة أجهزته الأمنية المختلفة، وإدراك ووعي الشعب الأردني الحفاظ على أمن واستقرار البلاد رغم ما يحيطها من أزمات وصراعات تعيشها الكثير من دول المنطقة.
كما دعا إلى أهمية التسويق للسياحة الدينية التي أصبحت أولوية أساسية في وجهات السفر العالمية، في ظل تفرد الأردن بكثير من المواقع التاريخية والأحداث المرتبطة بها، وخصوصاً احتضانه موقع عمّاد السيد المسيح في المغطس ومواقع الحج المسيحي.
وأكّد الأب نبيل حداد المدير التنفيذي للمركز الأردني لبحوث التعايش الديني، على الدور الريادي للأردن في تعزيز ثقافة الوئام المجتمعي وكرامة الإنسان في المنطقة. وأشار إلى أن الأردن وعلى مدى تاريخ طويل من التعايش السلمي بين مختلف أطياف مجتمعه يقدم للعالم نموذجاً فريداً في التعايش والذي يصلح أن يكون نهجاً تتبعه المجتمعات في مواجهة الكراهية والتطرف.
وثمّن الأب حداد الأدوار المهمة التي تقوم بها المؤسسات الرسمية الأردنية، ومنها مجلس الأعيان، في التواصل الإيجابي مع مختلف المؤسسات الدولية، ومنها المؤسسات الدينية، والتعريف بالسرديات الإيجابية والمضيئة لتاريخ التعايش في الأردن.
وثمن القس الدكتور تروند باكيفيغ، رئيس الوفد، الدور الإنساني الذي تقوم به المملكة في استقبال اللاجئين من مختلف الدول المجاورة رغم محدودية مواردها. وأكد أن الأردن يقوم بدور محوري ورئيس في المنطقة لإحلال السلام، والدفع تجاه تحقيق الأمن والاستقرار وتغليب لغة الحوار، وهي سياسة تلقى التقدير والاحترام من المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن زيارة الوفد لمجلس الأعيان تأتي في إطار زيارة يستضيفها المركز الأردني لبحوث التعايش الديني للاطلاع على جهود المملكة في إحلال السلام بالمنطقة.
وقام أعضاء الوفد بزيارة مسجد الملك المؤسس في منطقة العبدلي وتجولوا في أرجائه وتعرّفوا على تاريخه.
ونظم مركز التعايش لقاءً للوفد شارك فيه عضو هيئة المركز الدكتور حمدي مراد، والقاضي الدكتور جهاد القضاة والقاضي الدكتور غيث العكايلة، ممثلا دائرة قاضي القضاة، حيث جرى حوار حول عدد من القضايا والقيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية، وأوضاع المسيحيين العرب، وخصوصاً في القدس الشريف.
كما استمع أعضاء الوفد إلى شرح من الأب نبيل حداد حول تاريخ المسيحية في الأردن والمنطقة، وتاريخ الكنيسة الأردنية.
ويضم الوفد 22 من القسس والقسيسات المسؤولين عن الكنائس في العاصمة النرويجية أوسلو، والذي وصل إلى المملكة يوم أمس الاثنين في زيارة تشمل موقع معمودية المغطس بالإضافة إلى عدد من المواقع الدينية والأماكن التاريخية.