مدار الساعة- قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، الأربعاء، إن تداول السلطة في الحركة قد يبدو غريبا على الساحة الفلسطينية، إلا أنه "عميق الجذور في حماس"، وفق تعبيره.
جاء ذلك في كلمة له في المؤتمر الذي ينظمه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، حيث قال إن "تداول السلطة لدى حماس شيء طبيعي، فالشعب أكبر من الحركات، والحركات أكبر من القيادات".
وجاءت مشاركة مشعل عبر الأقمار الاصطناعية، وقال في كلمته إن تولي الأسير المحرر يحيى السنوار قيادة حركة حماس في غزة "دليل جديد على الديمقراطية الحمساوية التي نعتز بها".
وأوضح أن ما حصل لا يعني إقصاء لإسماعيل هنية، فنظام ولوائح الحركة لا تسمح له أن يرأس الحركة في غزة لمرتين.
وأشار رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إلى أن ما حدث "جزء من الحيوية الداخلية لحماس التي تدفع برجالاتها إلى القيادة من خلال عملية شورية".
ودعا إلى عدم الاكتراث أو الالتفات إلى التحليلات التي تقول إن هناك تغيرا في سياسات "حماس" أو وسائلها في المقاومة، فهي ثابتة لا تتبدل أو تتغير، مضيفا أنه "لا تغير في استراتيجية المقاومة بل هو في الشخصيات التي لا تغير في استراتيجيات حماس التي هي نابعة من مؤسساتها القيادية".
وفي معرض حديثه في المؤتمر الذي حمل عنوان "قراءة نقدية في التجربة الوطنية الفلسطينية ودور حماس فيها، وآفاقها المحتملة"، حذّر مشعل، إسرائيل من شن أي حرب جديدة على غزة.
وقال إن "العدو يتوعدنا بحرب جديدة، ونحن نحذره من أن خيارنا الوحيد هو الصمود والقتال الضاري بلا هوادة".
وأضاف أن "الشعب الفلسطيني أبدع في العمل المقاوم والنضال في مختلف الظروف المواتية وغير المواتية، بوجود حليف إقليمي أو دولي أو بعدم وجوده".
ودعا مشعل إلى إعادة ترتيب أوراق البيت الداخلي الفلسطيني بما يشمل إنهاء الانقسام، وتجديد المؤسسات الوطنية وضخ دماء جديدة فيها، وإعادة تفعيل الخارج الفلسطيني.
وثيقة سياسية لـ"حماس"
وكشف مشعل في كلمته، عن وثيقة سياسية ستنشرها الحركة خلال الأسابيع القليلة المقبلة تحمل فكر "حماس" وموروثها السياسي، الذي تراكم خلال الـ30 عاما الماضية.
وأوضح أنه استمر إعداد الوثيقة على مدار أكثر من عام، وأنها في لمساتها الأخيرة، وستقدمها الحركة تعبيرا عن هذه التجربة والخبرة المتراكمة والمتطورة لتجربتها.
تركيا وقطر
وفي صعيد العلاقة بين تركيا وقطر، فإنهما من أكثر الدول المنفتحة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركتي فتح وحماس، وليستا مع طرف ضد آخر، ولم تتدخلا سابقا أو في الوقت الحالي في القضية الفلسطينية، ومن حقنا أن نختلف معهما، لكن لا ننكر فضلهما، وذلك نطبقه مع الجميع".
أولويات الحركة
وحدد مشعل أربع أولويات كآفاق للمستقبل، كان أولها ترتيب البيت الفلسطيني والأوراق الداخلية بما يشمل إنهاء الانقسام وتجديد المؤسسات في الداخل والخارج ودمقرطتها، وضخ دماء جديدة وإعادة بناء منظمة التحرير ومؤسساتها، وتفعيل دور الخارج على كل الصعد على حد سواء، بما يضمن تحرك الشعب الفلسطيني بكل طاقاته.
وقال إن ثاني هذه الأولويات، "إعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني، وإعادة الاعتبار له، واستعادة روحه وأبعاده وجوهره بالتوافق بين كل القوى، والخروج من التفاصيل كافة التي أغرقنا بها الاحتلال، لنبرز قضيتنا الفلسطينية".
وأشار مشعل إلى أن الأولوية الثالثة هي التوافق الوطني على تبني استراتيجية وطنية مشتركة قادرة على مواجهة الاحتلال والتوافق على حشد جميع عوامل القوة والمقاومة والتوافق على كيفية إدارتها بكل وسائلها وتكتيكاتها.
وأوضح أن الأولوية الرابعة تتمثل في إدارة القرار والتحرك السياسي والدبلوماسي بإدارة وطنية مشتركة متوافقة مع الأهداف والوسائل والتكتيكات في الاستراتيجية السابقة، وضبط إيقاعها مع الفعل المقاوم والميداني.