مدار الساعة - كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلًا، السيدة عائشة تجلس في المقعد المجاور لزوجها الذي يقود المركبة التي تسير بهما في الشارع الرئيس الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية المحتلة، في المقعد الخلفي تجلس أصغر بناتها الثمانية التي تلغ من العمر تسعة أعوام، كانوا قادمين من مدينة الخليل بعد زيارة لابنتهم المتزوجة هناك ضمن أخر ترتيبات حفل زواج شقيقتها بعد اسبوعين.
وقبل ان تصل المركبة الى حاجز زعترة العسكري الاحتلالي، تفاجئوا ببضع مستوطنين يغلقون الشارع ثم ما ان بدأوا برجمهم بالحجارة، حجر كبير أصاب الزجاج الأمامية من جهة عائشة وأصابها برأسها فارتقت روحها على الفور، تناثرت الدماء على ملابس ابنتها وزوجها الذي اصيب برضوض.
لم يدر في خلد عائشة وهي تحدث زوجها وابنتها عن الفستان الفلاحي الذي خيطته خصيصًا لزفاف ابنتهم بأنه هذا سيكون الحديث الاخير.
وان الفستان المطرز سيتحول لعلمٍ فلسطيني يلفها جثانها بينما تزف هي بدلًا من ابنتها في تشييع تلف قريتها بديا جنوب غرب سلفيت البلدة التي اعلنت الحداد على روح ابنتها الشهيدة، فيما استبدلت اغاني الفرح الذي تبدل موعده فجاء مسبقًا على هيئة جزن يبدد الأحلام والأمال الفلسطينية كما العادة على يد اجرام المستوطنين الذي يصل ذروته كل عام في هذا الشهر مع بداية موسم قطف الزيتون الفلسطيني. (رؤيا)