مدار الساعة - محمد قديسات- مندوبا عن رئيس الوزراء، افتتح وزير الشؤون البلدية وزير النقل المهندس وزير المصري اليوم الثلاثاء بحضور سفير الاتحاد الاوروبي اندريه فونتانا، خلية الطمر الصحي للنفايات الصلبة التي انشئت بدعم من الوكالة الالمانية للتنمية الدولية(GIZ).
وقال المصري ان دخول هذه الخلية حيز العمل الفعلي بدءا من اليوم هو إنجاز جديد في موقع عانى حتى وقت قريب من مشاكل بيئية وصحية كبيرة رافقته لاكثر من 20 عاما، كان خلالها بمثابة قنبلة بيئية موقوته تفاقمت خطورتها مع العبء الاضافي الذي وقع عليه جراء ازمة اللجوء السوري التي تركز معظمها في مناطق الشمال.
واضاف ان المكب بدأ بالتحول السريع الى موقع بيئي وصحي، وهو في طريقه للانتقال الى مرحلة مهمة في التنمية من خلال مشاريع متعددة لاستغلال مدخلاته في انتاج الطاقة وتوليد الكهرباء واستخدام المياه المعالجة، ولاسيما من مادة الزيبار في ري المزروعات، وما ينتج عنه من توفير فرص عمل، الأمر الذي يؤكد اننا مقبلون في هذا الموقع على تحويل التحديات البيئية والصحية الى فرص للتنمية.
واشار الى ان هذه الخلية مع الخلية السابقة التي بنيت بدعم من الحكومة الكندية من خلال الاتحاد الاوروبي تشكل حلقة مهمة في طريق الانجاز، وترفع من كفاءة المكب في استقبال النفايات الصلبة وادارتها في اطار الاستراتيجية الوطنية لادارة النفايات الصلبة المعدة حتى عام 2034 والمدعومة من الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة المانحة والمنظمات الدولية.
ولفت الى ان معظم الدراسات انجزت ضمن هذه الاستراتيجية لتطوير مواقع مماثلة، وتقليص عدد المكبات من 21 الى 9 مكبات فقط تحاكي نموذج مكب الاكيدر بالتركيز على مشروعات التوسعة والتحديث من جهة والتوسع في انشاء المحطات التحويلية من جهة اخرى، وصولا لتحسين واقع ادارة النفايات الصلبة واستغلالها على النحو الامثل وفق افضل الطرق الفنية والتكنولوجية العالمية.
ونوه المصري الى انه سيصار الى تحسين واقع مكب الحصينات واستغلاله بانتاج الاسمدة العضوية اضافة الى استخراج غاز الميثان، مشيرا الى ان مستوى وحجم العمل البلدي قفز خلال السنوات الخمس الاخيرة بشكل كبير نتيجة دعم البلديات باكثر من 600 مليون دينار خلال هذه الفترة لتحسين واقع الخدمات.
ونوه بدعم الدول الصديقة والمانحة للقطاع البلدي من اجل زيادة قدرته على الاستجابة لضغوطات اللجوء بحوالي 400 مليون دينار، وهي اقل بحوالي 600 مليون دينار عن الكلفة الحقيقية للجوء السوري على القطاع البلدي.
واعلن فونتانا عن استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للاردن في تنفيذ استراتيجيته الوطنية لادارة النفايات الصلبة بقيمة 100 مليون يورو بهدف تحسين الظروف الصحية والمعيشية للسكان من خلال ادارة علمية حديثة للنفايات الصلبة يمكن استثمارها في التنمية والتشغيل.
وقال: نعمل مع الحكومة الاردنية لكي تصبح التحديات دافعا للتنمية والاقتصاد بالتركيز على كفاءة ادارة النفايات الصلبة باعتبارها ليست مواد تطمر تحت الارض وانما تحويلها الى فرص للتنمية وكمصادر للدخل وتوليد الوظائف، مؤكدا التزام المجتمع الدولي بتعهداته لدعم الاردن وفق مخرجات مؤتمر باريس.
وعرض فونتانا لابرز مشاريع الاتحاد الاروربي لدعم الاردن ورفع كفاءة الاستجابة لازمة اللاجئين في المجال البيئي من خلال مشاريع انظمة تدوير النفايات في مخيمات الزعتري والازرق ومشاريع اخرى في مناطق الشمال بقيمة اجمالية وصلت 25 مليون يورو، منها عشرة ملايين يورو كبرنامج دعم طارىء لتطوير مكب الاكيدر.
واشار مدير ادارة المواد الخطرة والنفايات في وزارة البيئة الدكتور محمد الخشاشنة الى ان الخلية الجديدة التي تم تمويلها من الاتحاد الاوروبي ونفذتها الوكالة الالمانية للتعاون الدولي سترفع الطاقة الاستيعابية لكمية النفايات المتزايدة في اقليم الشمال الناتجة عن الظروف الطارئة التي مثلها اللجوء السوري بالضغط على عناصر البيئة.
ولفت الى ان ادارة النفايات بكافة اشكالها بما فيها الصلبة والتعامل العلمي والتكنولوجي معها من شأنه الحفاظ على الموارد المائية والتربة والحد من تلوث الهواء وانتشار الامراض والمحافظة على صحة الانسان والبيئة.
وقال انه من المؤمل ان يصبح موقع مكب الاكيدر اضافة الى مكب الغباوي من اهم مصادر انتاج الطاقة البديلة الى جانب الاسهام بادخال مفاهيم الاقتصاد الدوار الى حيز الوجود الفعلي لافتا الى ان وزارة البيئة تعمل على تنفيذ خلايا لمعالجة فيزيائية لمادة الزيبار التي تشكل ابز التحديات البيئية الماثلة.
وجرى على هامش حفل افتتاح الخلية الجديدة توقيع اتفاقية مشروع جديد بين الاتحاد الاوروبي والوكالة الالمانية للتنمية الدولية لتنفيذ مشروع للدعم الاجتماعي والاقتصادي والتوعية في اطار دعم تنفيذ الاستراتنيجية الوطنية لادارة النفايات الصلبة الممول من الاتحاد الاوروبي.