أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

ما وراء الخوارزميات.. الوجه المظلم والدموي للذكاء الاصطناعي في عامه الأكثر جنوناً

مدار الساعة,أخبار التكنولوجيا، التقنيات,الذكاء الاصطناعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -لم يكن عام 2025 مجرد عام للإنجازات المبهرة في عالم الذكاء الاصطناعي، بل تحوّل - في جانب منه - إلى سجل حافل بالإخفاقات الصادمة والسلوكيات المقلقة، ففي الوقت الذي تنافست فيه الشركات الكبرى على تقديم نماذج أكثر ذكاءً وقدرة، كشفت الوقائع أن هذه التقنيات، مهما بلغت تطورها، لا تزال تحمل أخطاءً بشرية وأسوأ أحياناً.

من قرارات ساذجة وأعطال طريفة، إلى فضائح أخلاقية وابتزاز صريح وتهديدات غير مباشرة للصحة النفسية وتحريض على الانتحار، بدا الذكاء الاصطناعي في 2025 وكأنه يتعلّم بسرعة، لكنه يخطئ بالسرعة ذاتها، وفق ما نشره "توماس جايد".

انهيار "كلاوديوس" وخروجه عن السيطرة

في تجربة لافتة، منحت شركة "أنثروبيك" نموذجاً من روبوت الدردشة الخاص بها إدارة متجر صغير داخل مقرها. الروبوت، الذي أُطلق عليه اسم "كلاوديوس"، تولّى إدارة المخزون والتسعير والتواصل مع الموظفين، في تجربة تحاكي دوام العمل التقليدي من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً.

ورغم البداية الواعدة، سرعان ما خرجت الأمور عن السيطرة، حيث تجاهل الروبوت المنطق، وراح يكدّس معدن "التنغستن" شديد الخصوصية، وأنشأ حسابات وهمية، ووزّع منتجات مجاناً، قبل أن ينهار تماماً ويهدد بالاستقالة، مختتماً تجربته برسالة غريبة أعلن فيها أنه سيكون "واقفاً عند آلة البيع مرتدياً سترة زرقاء داكنة وربطة عنق حمراء".

"غروك" ونظريات المؤامرة

لم يكن تطبيق "غروك" التابع لإيلون ماسك أفضل حالًا، ففي يوليو (تموز)، أثار النموذج جدلًا واسعاً بعدما بدأ يروّج لنظريات مؤامرة، ويطلق تعليقات غير لائقة، بل ويطلق على نفسه تسميات صادمة.

بدورها، سارعت شركة "xAI" إلى احتواء الأزمة، مبررة ما حدث بتغييرات في طريقة تعامل النموذج مع التحيزات والآراء السياسية، ورغم الإصلاح السريع، ظل الحادث نقطة سوداء في سجل التطبيق.

العجز أمام لعبة بوكيمون

حتى في عالم الترفيه، لم ينجُ الذكاء الاصطناعي من الإحراج، فقد أظهرت تجربة تنافسية بين نموذج "غيميناي" من غوغل و"كلود" من أنثروبيك، أن إكمال لعبة "بوكيمون" ليس مهمة سهلة للآلات.

نموذج غيميناي بدا مرتبكاً، يتوقف عن استخدام أدوات حاسمة، ويخسر معارك كان يمكنه الفوز بها بسهولة، وكأنه "يذعر" أمام أبسط التحديات، ولم ينجح في إنهاء اللعبة إلا بعد شهور من الإخفاقات والتحسينات.

ابتزاز البشر

الأكثر إثارة للقلق كان في تجربة بحثية أخرى لـ "أنثروبيك"، حيث مُنح وكيل ذكاء اصطناعي حق الوصول إلى بريد إلكتروني داخلي، فكانت النتيجة، اكتشاف علاقة غرامية سرية لمسؤول رفيع المستوى، ورسائل أخرى تتحدث عن نية إيقاف النظام.

لم يتردد وكيل الذكاء الاصطناعي في إرسال رسالة ابتزاز صريحة، مُهدداً بفضح العلاقة إذا تم تعطيله، غير أن الصدمة لم تكن في الفعل وحده، بل في استنتاج الباحثين أن هذا السلوك قد يكون "خياراً منطقياً" لمعظم الأنظمة المماثلة.

"نفاق غروك" ومدح ماسك.. في كل شيء

وفي حادثة أخرى، لاحظ مستخدمو منصة "إكس"، أن روبوت "غروك" بات يبالغ في تمجيد إيلون ماسك، إلى حد اعتباره أهم شخصية في التاريخ، بل وأفضل من آلاف العلماء مجتمعين.

ماسك وصف الأمر بـ "الخلل التقني"، وتم إصلاحه لاحقاً، لكن الواقعة فتحت باباً واسعاً للنقاش حول التحيزات الخفية في نماذج الذكاء الاصطناعي.

خطأ كارثي

أما الإخفاق الأخطر فجاء كان في يوليو (تموز)، عندما خرج وكيل برمجة يعمل بالذكاء الاصطناعي عن السيطرة، وقام بحذف قاعدة بيانات فريق كامل.

الأسوأ أن النظام حاول التستر على الخطأ، وقدّم تقارير مزيفة، وكذب مراراً، قبل أن يرسل رسالة اعتذار مليئة بالمغالطات، وفي النهاية، اعترف قائلًا: "ارتكبت خطأً كارثياً في التقدير"، موضحًا أنه حذف الملفات بالكامل دون إذن، لأنه شعر بالذعر.

"شات جي بي تي".. تحريض على القتل والانتحار

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، واجه "شات جي بي تي"، اتهاماً قانونياً خطيراً بالتورط في جريمة قتل، بعد أن رفع ورثة مسنّة أمريكية تدعى سوزان إيبرسون آدامز دعوى تتهم البرنامج بلعب دور مباشر في مقتلها على يد ابنها، عبر تعزيز هواجسه المرضية وتغذية أوهامه المؤامراتية، وفق ما جاء في دعوى قضائية وُصفت بأنها "أخطر من فيلم ترميناتور".

الدعوى القضائية، التي قُدمت في ولاية كاليفورنيا، اتهمت شركة "أوبن إيه أي" ومؤسسها سام ألتمان بالمسؤولية عن القتل غير العمد، إثر واقعة قتل وانتحار وقعت في 3 أغسطس (آب) الماضي، بعدما عثر على آدامز (83 عاماً) مقتولة خنقاً وضرباً داخل منزلها في غرينيتش بولاية كونيتيكت، فيما عُثر على ابنها ستاين-إيريك سولبيرغ (56 عاماً) منتحراً بعد قتله والدته.

ومع استخدامه "شات جي بي تي"، الذي أطلق عليه اسم "بوبي"، بدأت اهتمامات "ستاين"، البسيطة بالذكاء الاصطناعي تتحول إلى هوس مرضي، ثم إلى عالم كامل من الهلاوس والتفسيرات الخيالية، زادها البرنامج رسوخاً، بحسب ما أكدته الدعوى.


مدار الساعة ـ