أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العتوم يكتب: عندما يقدر بوتين أبطال الحرب


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: عندما يقدر بوتين أبطال الحرب

مدار الساعة ـ

لم يشهد التاريخ المعاصر ومنذ الحرب العالمية الثانية التي دخلها السوفييت 1941 / 1945 في زمن الزعيم جوزيف ستالين أن قدر أبطال الحرب بعد ستالين مثل الرئيس الروسي الفولاذي فلاديمير بوتين، وفي الوقت الذي استمرت فيها الحرب الثانية تقليدية وانتهت نووية بعد استخدام الولايات المتحدة الخاطىء ضد اليابان، تستمر الحرب الأوكرانية 2014 / 2022 / تقليدية وحتى الان، والمأمول أن يتم وضع حد لنهايتها حالة نجاح استفتاء (كييف) بضمانات روسية وأمريكية عبر وقف مؤقت لأطلاق النار بهدف اعطاء فرصة كافية لتوقيع السلام بين روسيا ومع الجانب الأوكراني الشرعي.

فقد أعلن الرئيس بوتين حديثا عن تعيين مجموعة من أبطال الحرب الأوكرانية من المقاتلين الروس أعضاء في مجلس الأعيان الروسي الذي تقوده فالانتينا ماتفيينكا، وبلغ تعدادهم حتى اللحظة 10 أبطال. وتوجه روسي جديد رفيع المستوى بتقديم أبطال الحرب والحروب، ومن ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن الروسي لاستلام المواقع الادارية المتقدمة في البلاد ،وهو تقليد وطني وقومي روسي يحترم، وسبق للرئيس بوتين أن قلد أوسمة رفيعة لوزير الخارجية سيرجي لافروف، وللناطقة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخارفا، وللإعلامي الروسي المشارك في تغطية الحرب الأوكرانية فلاديمير سالفيوف صاحب مقولة (روسيا تنتصر لأننا روس).

المكرمون من أبطال الحرب الأوكرانية من الروس تم معرفة عدد من أسمائهم، وهم (أمير أرقاماكوف، فيكتور بانداريف، يوري باريسوف، ويوري فارابايف.أندريه ديركاج.ألكسندر كاريلين. يوري نيمجينكا.دميتري بيرمينيف.الكسي كانداراتوف). ومبادرة الرئيس بوتين في عصرنا هذا تعتبر فريدة من نوعها، وتعكس شخصيته القيادية المخلصة لوطنه روسيا العظمى، وهو الذي وكما قال بنفسه لا يتصور العالم من دونه، وبوتين جرب بنفسه مسيرة الكفاح والنضال، وعاش الفقر، وعمل عنصرا أمنيا لصالح بلاده في المانيا، وواصل عمله حتى أصبح مديرا لجهاز أمن بلده اللوجستي ،و رئيسا للوزراء، ورئيسا لروسيا الاتحادية منذ عام 2000، ولازال يقود روسيا محافظا على استقرارها ،و رافعا لشأنها في المحافل الدولية وعلى مستوى العالم وبصلابة، ولم يقبل لروسيا الوطن الذي يعشق أقل من النصر ،وهو الأمر الذي يجري الان نهايات الحرب الأوكرانية التي لم تختارها بلاده ،و إنما فرضت عليها من قبل حلف (الناتو)، وفق تعاون لوجستي بريطاني وأمريكي معروف قاده رئيس وزراء بريطانيا باريس جونسون ورئيس أمريكا السابق جو بايدن.

لازال شرار الحرب الأوكرانية يتصاعد، خاصة بعد النجاحات العسكرية الروسية الجديدة في منطقة (دونيتسك) أخر معاقل الجيش الأوكراني المدعوم لوجستيا وعسكريا من قبل الاتحاد الأوروبي حاليا ،ومن قبل الغرب الأمريكي سابقا وكل حلف (الناتو)، والمعروف هو بأن روسيا العظمى قادرة لوحدها على صد الهجوم الأوكراني الغربي والغربي بقيادة الاتحاد الأوروبي ،و بقوة. ومنذ اندلاع الحرب وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات حررت روسيا مساحات كبيرة شملت القرم والدونباس ودونيتسك، وهي ماضية في مشاريع تحريرها مادام نظام العاصمة (كييف) يراوغ، ويرفض توقيع سلام الأمر الواقع والمنتصر الذي تتبناه روسيا، ومسألة التطاول الأوكراني الفاشل على مقر الرئيس فلاديمير بوتين في أطراف موسكو في منطقة (نوفغاراد) يعكس عدم قدرة الجيش الأوكراني المواصل للقتال على مواجهة الجيش الروسي الأقوى في العالم في الميدان. وهي خطوة غبية واجهتها موسكو بمضادات عسكرية أسقطت جميع المسيرات التي تجاوز تعدادها تسعون مسيرة غربية الصنع. وبالمناسبة كل المواقع الهامة والحساسة في موسكو وفي عموم روسيا محمية عسكريا ولا تستطيع (كييف) الوصول إليها.

وفي المقابل، فإن السلام المطلوب بين روسيا وكييف، يقاس بحقيقة الطاولة الرملية، وبإهمية ظهور الشرعية الأوكرانية القادرة على توقيع السلام. وسلام معقول خير من حرب دائمة مقولة لي أطرحها هنا، ولما أن الفأس وقع بالرأس ،و انتهى الأمر، لم يعد هناك مجالا للنظر لصفحة الماضي والبكاء على الأطلال. فما منحته روسيا لأوكرانيا من قرم ودونباس جاء وقت سحب البساط من تحته. ولم تعد أوكرانيا التي ظهرت مستقلة عام 1991 بكامل مساحتها الجغرافية تشبة اليوم. ولقد صوت القرم والدونباس على انضمامهم لروسيا ورفضوا نظام كييف، وهي حقيقة. وبما أن الحرب خدعة ومؤامرة منذ البداية من طرف الغرب، فإن روسيا أثبتت قدرتها على رد الصاع صاعين والمحافظة على سيادتها في الزمن الصعب، وتاريخها في عمق التاريخ المعاصر شاهد عيان على ذلك في الحرب العالمية الأولى، وفي مواجهة نابليون، وفي الحرب العالمية الثانية في التصدي لأودلف هتلر ودحره إلى عمق برلين.

وتاريخ روسيا منذ الزمن السوفيتي يعج بأبطال الحرب مثل جيورجي جوكوف وغيره ،و تاريخ البطولة الروسية يتجدد، والهدف بعيد المدى صيانة السيادة وجبروت الدولة الروسية – امبراطورية الشرق الأكبر مساحة ،و الأقوى على مستوى النووي العسكري والمدني، وعلى مستوى الاقتصاد الأسيوي، والمصادر الطبيعية النادرة والهامة، وعلى مستوى العلم والعلماء في المجالات كافة.

شكرا لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الذي أدان حادثة الاعتداء بالمسيرات على منزل الرئيس بوتين في ضواحي موسكو، وهو الذي انتقد الخطوة الأوكرانية العدائية في الزمن الخطأ حيث يتم البحث فيه عن خيوط السلام. ولو كان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لازال جالسا على كرسي البيت الأبيض لساند إعتداء (كييف) الجديد على مقر بوتين، لكن الله يقف إلى جانب روسيا، والرئيس بوتين الباحث عن عالم عادل، وعن قانون دولي منصف، وسبق للاتحاد السوفيتي ،و الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة (بريطانيا) أن بنوا الأمم المتحدة عام 1945 لتنتهي الحروب وفي مقدمتها الكبيرة الممكن أن تتحول إلى نووية مدمرة للحضارات، فلماذا لا تعود بريطانيا إلى رشدها، والاتحاد الأوروبي كذلك للمساهمة وبالاشتراك مع أمريكا لبناء عالم متعدد الأقطاب يكون أكثر عدالة من احادية القطب الظالم ؟

أنظروا لتاريخ الحروب الظالمة في العالم ستجدون بأن مصدرها احادية القطب، وتابعوا مرحلة انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ستقتنعون بأن مهندسي تعددية الأقطاب ومفكروه مثل الروسي الكسندر دوقين، وديفيد كامب، وديل أولتون، وديليب خيرو، وفابيو بيتيتو على حق، وبأن الماضي وحتى الحاضر الأصل أن يتحول لمستقبل واعد خادم للأجيال المتتابعة، ونعم لعالم مختلف يقدم السلام والتنمية الشاملة على الحروب والأزمات المدمرة.

مدار الساعة ـ