مع إشراقةِ عامٍ جديد، نقفُ على عتبةِ الأمل، نُودّعُ عامًا مضى بكلِّ ما حمله من تعبٍ ودروس، ونفتحُ قلوبَنا لعامٍ نرجوه أكثر عدلًا، وأكثر رحمة، وأكثر جمالًا. سنةٌ نريدها أن تأتي لا مُحمَّلة بالوعود فقط، بل بالإصلاح الحقيقي، ولا بالكلمات وحدها، بل بالفعل الصادق الذي يلامس حياة الناس ويُخفّف عنهم ثِقَل الأيام.
نحلمُ بعامٍ تُصاغ فيه القوانين بروحٍ إنسانيّة، تكون فيه العدالة مظلّةً تحمي الجميع، ويشعر فيه المواطن أنّ حقَّه مصون، وصوته مسموع، وكرامتَه محفوظة. نريده عامًا يقف فيه القانون إلى جانب الشعب، لا فوقه، ويكون فيه الإنصاف قاعدةً لا استثناء، والأمان شعورًا لا مطلبًا.ونتمنى عامًا يكون أحنّ على طلابنا؛ عامًا تُخفَّف فيه الأعباء عن كواهلهم، ويُعاد فيه الاعتبار للتعليم بوصفه أساس بناء الأوطان لا عبئًا إضافيًا. عامًا تُفتح فيه الأبواب أمام أحلامهم، ويُكافأ فيه الاجتهاد، وتُحتَرم فيه عقولهم، بعيدًا عن الضغط والخوف والقلق الذي أثقل سنواتهم.ونرجو سنةً أكثر عدلًا للأمّهات؛ أولئك اللواتي يحملن الوطن في تفاصيلهنّ الصغيرة، في التعب الصامت، وفي الدعاء الذي لا ينقطع. سنةً تُنصف الأمّ العاملة، وتُقدّر الأمّ في بيتها، وتمنحها الدعم والأمان والاحترام الذي تستحقه، لأنها الجذر الأول لكل صلاح، واليد التي لا تتعب من العطاء.أما الأردن، فنحلم له بعامٍ أكثر قوة واستقرار، عامٍ تزداد فيه المحبة بين أبنائه، وتتقدّم فيه القيم على المصالح، ويعلو فيه صوت الحكمة على الضجيج. نسأل الله أن يحفظ الأردن أرضًا وشعبًا، وأن يبقيه آمنًا مطمئنًا، عصيًّا على كلّ سوء، ثابتًا في وجه التحديات.ونرفع الدعاء بأن يبقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين، بخيرٍ وعافية، وأن يوفّقهما لما فيه خير البلاد والعباد، وأن تبقى القيادة سندًا للوطن، قريبةً من هموم الناس، حريصةً على مستقبلهم.سنة جديدة نريدها مختلفة… أقل قسوة، أكثر إنصافًا، أصدق فعلًا. سنة نبدأها بقلبٍ متفائل، وعينٍ على الإصلاح، ودعاءٍ صادق بأن يكون القادم أجمل، وأن يحمل للأردن وأهله ما يليق بهم من خيرٍ وكرامة وسلام.