لا يدخل عام 2026 محمّلًا بالوعود، بل مثقلًا بالأسئلة.

أسئلة لم تعد تقبل المجاملة، ولا تُجدي معها لغة التمنيات المؤجلة.

عام جديد لا يسألنا عمّا نرجو، بل يضعنا أمام سؤال أكثر إلحاحًا:

ماذا سنفعل؟

لقد أثبتت التجربة أن الزمن لا يُصلح ما نتهرب من إصلاحه،

وأن الأزمات لا تشيخ وحدها،

وأن الصمت لا يتحول يومًا إلى حكمة إن لم يُرافقه وعي وشجاعة.

يأتي عام 2026 والعالم أكثر اضطرابًا،

والمنطقة أكثر إنهاكًا،

والإنسان أكثر وحدة رغم فائض وسائل التواصل.

ومع ذلك، تبقى الحقيقة ثابتة:

الأعوام لا تغيّر الشعوب، بل الشعوب هي من تمنح الأعوام معناها.

ليس عام 2026 صفحة بيضاء،

بل امتداد مباشر لما كُتب في الأعوام السابقة:

قرارات لم تُتخذ،

وحقوق تُركت بلا حماية،

وأسئلة أُغلقت بدل أن تُناقش.

إنه عام لا يحتاج إلى شعارات كبيرة،

بل إلى شجاعة يومية صغيرة،

شجاعة الاعتراف بالخطأ،

وشجاعة قول “لا” حين تصبح “نعم” شكلًا من أشكال التواطؤ،

وشجاعة الدفاع عن الحق دون انتظار مكافأة أو تصفيق.

في عام 2026، لا نحتاج إلى أبطال خارقين،

بل إلى مواطنين عاديين يرفضون التنازل عن كرامتهم،

ولا يقايضون وعيهم بالمصلحة الآنية،

ولا يساومون على الحقيقة مهما كان الثمن.

إن عام 2026 هو عام يُفترض أن يكون عام المساءلة:

مساءلة السلطة قبل أن تُصبح مطلقة،

ومساءلة النخب قبل أن تنفصل عن الناس،

ومساءلة الذات لأنها البداية الحقيقية لأي إصلاح.

فلا نهضة بلا محاسبة،

ولا أمل بلا صدق.

إن عام 2026 لن يكون رحيمًا بمن يراهن على النسيان،

لكنه قد يكون منصفًا مع من يراهن على الوعي.

قد لا يمنحنا كل ما نطمح إليه،

لكنه سيمنح الفرصة لمن يملك الجرأة أن يطالب بحقه،

ويتحمل مسؤولية موقفه.

مع بداية هذا عام 2026،

لسنا بحاجة إلى أمنيات براقة،

بل إلى إرادة صلبة،

وإلى قناعة راسخة بأن المستقبل لا يُنتظر…

بل يُصنع.

أهلًا بعام 2026،

عام القرار لا الوهم،

عام الفعل لا الانتظار.