أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

شقمان يكتب: لأن العمر لا ينتظر أحدًا


الكابتن أسامة شقمان

شقمان يكتب: لأن العمر لا ينتظر أحدًا

مدار الساعة ـ

مع اقتراب آخر خيط من ضوء هذا العام من الانطفاء، نشعر كأن الزمن يطوي نفسه بهدوء يشبه صوت بابٍ يُغلق خلف رحلة طويلة. نلتفت إلى ما مضى فنكتشف أننا لم نكبر بالعمر فقط، بل بالخذلان الذي تجاوزناه، وبالحنين الذي علّمنا كيف نصمت، وبالأشياء التي لم نقُلها كي لا تنهار قلوب أحببناها.

لقد مرّ العام كما تمرُّ الريح فوق نهرٍ نائم؛ لا أثر واضح، لكن الماء لم يعد كما كان. عبرت الأيام خفيفة على الذاكرة، ثقيلة على الروح، ونامت في لياليها أوجاع لم تجد لغة تفسّرها، فاختارت أن تبقى سرًا بين القلب ونبضه.

ومع رحيل 2025، لا نملك إلا أن نعيد اكتشاف ما ضيعناه:

عودوا إلى الحب قبل أن تتخشّب الأرواح.

عودوا لبعضكم كما يعود الغائب إلى بيت يعرف أن أبوابه لا تُغلق.

سامحوا قبل أن تنطفئ فيكم الرغبة في السمو.

فالخلافات التي بدت يومًا جبالًا… ليست أكثر من غبارٍ إذا نظرنا إليها من ارتفاع القلب.

إن ما تبقى من العمر لا يتسع للغربة بين الوجوه التي نحب، ولا يحتمل نزيف العلاقات التي كان يمكن إنقاذها بكلمة واحدة.

الحياة قصيرة، لكنها تكفي للكثير من الطيبين.

ضيّقة، لكنها واسعة بكلمة دافئة، بنظرة صادقة، بيد تُمدّ في الوقت المناسب.

لذلك…

كونوا خفيفين على قلوب غيركم، وارحموا ذواتكم قبل الجميع.

اختاروا الحقيقة وإن آلمت، واللطف وإن تأخر، والعودة إن تأخرتم.

عامٌ جديد يقترب؛ لا نريده نسخة أخرى من أعوام مُهدرة،

بل بداية لنجاة صغيرة، لعودة ناعمة إلى أنفسنا وإلى من يستحقون مكانًا في أيامنا.

كل عام وأنتم أقرب للمحبة،

أصدق في المرآة،

أرحم في الحضور،

وأكثر قدرة على ألا تفلتوا يدًا تُمسك بكم بحب.

مدار الساعة ـ