أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الخوالدة يكتب: نواف الزيدان وسردية الخيانة الوطنية


د. زيد احسان الخوالدة

الخوالدة يكتب: نواف الزيدان وسردية الخيانة الوطنية

مدار الساعة ـ

من أكبر أخطاء العراق في تاريخه الحديث كان احتلال الكويت، الذي أضعف الدولة داخليًا وخارجيًا، وأدخلها في عزلة سياسية وعقوبات اقتصادية قاسية، وانتهى به الأمر إلى الاحتلال والضعف على المستويين الداخلي والدولي. هذا الخطأ كشف هشاشة القرار السياسي، وأوضح أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لضمان السلامة الوطنية أو الاستقرار.

أما حادثة نواف الزيدان، فهي نموذج مصغر لما يمكن أن يحدث عندما يسيطر الطمع والمصالح الشخصية على الضمير الوطني. ظهر الزيدان في لقاء إعلامي درامي بالبرشوت لتبرير خيانته، لكنه كشف عن نواياه الحقيقية بوضوح: كان يأمل في الحصول على الملايين من قصي وعدي، وعندما تأكد أنهم ليس بحوزتهم الأموال التي يريد، لم يتردد في تسليمهم للأمريكيين. وحتى أن الطفل مصطفى لم يسلم من لسانه، وهو سطر بطولة كبرى في مواجهة الخيانة.

وللدهشة، تأتي سردية نواف الزيدان بعد عشرين عامًا من الوشاية لتعيد إلى الواجهة ما كان واضحًا منذ البداية: الطمع الشخصي يتفوق على كل المواقف الوطنية، والوشاية للأجنبي بهذه الطريقة ليست موقفًا وطنيًا، مهما كانت الظروف أو السلطة المستبدة.

يبقى درس العراق واضحًا: التاريخ لا يغفر الأخطاء الكبيرة، ولا مكان للخيانات الصغيرة أمام الوطن. نسأل الله أن تفتح صفحة جديدة وتهدأ النفوس في العراق.

مدار الساعة ـ