في الأيام الماضية، هطلت أمطار غزيرة على مختلف مناطق الأردن، لتثبت أن كل قطرة ماء تحمل حياة للأرض وفرصة حقيقية للأجيال القادمة. لم تكن الأمطار حدثاً عابراً، بل دفعة طبيعية قوية أعادت الحيوية للغابات الحرجية، وأطلقت عجلة الموسم الزراعي بنشاط جديد.

الغابات الحرجية تعود للحياة

في المناطق المنخفضة، التي غالباً ما تعاني من الجفاف والتدهور، ساعدت الأمطار على زيادة رطوبة التربة، وتنشيط نمو الجذور، وتحسين قدرة الأشجار على امتصاص العناصر الغذائية. الغابات اليوم أكثر كثافة وحيوية، مع تجدد نمو الأشجار الصغيرة، وتحسن الغطاء النباتي الأرضي، ما يقلل من انجراف التربة ويزيد من مقاومتها للحرائق.

الموسم الزراعي يزدهر

الأمطار لم تنقِ الغابات فحسب، بل أعادت الحيوية أيضاً إلى الأراضي الزراعية. الحبوب إنبتت بشكل أفضل، الأعلاف نمت بنشاط، وإنتاجية الأراضي البعلية ارتفعت. كما قلّ الاعتماد على الري الاصطناعي، ما خفّض تكاليف الإنتاج على المزارعين، وعزز استدامة الموسم الزراعي.

وزارة الزراعة في قلب المعادلة

وزارة الزراعة لعبت دوراً محورياً في تعظيم تأثير الأمطار، من خلال مراقبة الغابات وحماية الأشجار من التعديات، وتنفيذ مشاريع التحريج والتشجير بالأصناف المحلية المقاومة للجفاف، وحصاد مياه الأمطار لدعم التربة والمحاصيل. هذا التكامل بين الطبيعة والإدارة المؤسسية يحوّل كل هطول مطري من مجرد ماء إلى قوة دائمة للحياة واستدامة البيئة والزراعة.

خلاصة

الأمطار اليوم ليست مجرد ماء، بل فرصة لإعادة الحياة للغابات الحرجية، وتعزيز الإنتاج الزراعي، وضمان بيئة صحية للأجيال القادمة. ومع الإدارة الحكيمة واستثمار الموارد الطبيعية، يمكن أن تتحول كل قطرة مطر إلى أثر مستدام يدعم البيئة والزراعة، ويحقق توازناً بيئياً مستداماً في الأردن.