أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

من الذي ورث تجارة الكبتاجون في سورية؟


فهد الخيطان

من الذي ورث تجارة الكبتاجون في سورية؟

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ

لم يلجأ الأردن لتوجيه ضربات جوية لمستودعات وبنى تحتية لشبكات تهريب المخدرات، إلا وقد توفرت لديه معلومات دقيقة عن تنامي الخطر على حدوده، وغياب قدرة الردع على الجانب الثاني من الحدود.

ليس للعملية الأخيرة التي نفذها سلاح الجو الملكي، أي أبعاد سياسية، ولا تدخل تحت أي معنى يرتبط بما يدور من خلافات وصراعات بين دمشق وفصائل مسلحة في السويداء وما حولها. الأردن ليس طرفا في هذا الصراع ومواقفه معروفة.

ولم تكن الضربات الجوية الأسبوع الماضي، الأولى من نوعها، فقد سبق لسلاح الجو أن شن هجمات مماثلة، في زمن حكم بشار الأسد وفي عهد النظام الجديد في سورية. وذلك تعبير صريح عن استراتيجية تم اعتمادها رسميا، قبل سنوات، ومفادها أن الأردن لن يتردد في مهاجمة مصادر التهديد، إذا ما اقتربت من حدوده، سواء كان ذلك من طرف الجماعات الإرهابية، كما فعل مؤخرا ضد تحصينات لتنظيم داعش الإرهابي، أو في هجومه الأخير على أوكار تجار المخدرات والسلاح.

والتهديد الأخير، لم يعد مجرد عمليات تسلل فردية أو لمجموعات صغيرة، إنما تجارة منظمة تقف خلفها شبكات عابرة للدول. وهذا أمر يطرح أسئلة مقلقة.

بعد سقوط النظام السوري بأسابيع تراجعت نسبيا عمليات تهريب المخدرات، وتفاءل الأردن خيرا بقرب القضاء على هذا التهديد. لكن مع مرور الوقت، وغياب الردع الأمني من الجانب السوري في مناطق الجنوب، وتزايد نشاط المجموعات الانفصالية، والحركات المسلحة في البادية السورية، وعودة نشاط تنظيم داعش، عادت محاولات تهريب المخدرات والسلاح بوتيرة أسرع، وبوسائل مبتكرة، من طائرات مسيرة وبالونات محملة بكميات كبيرة من المخدرات، إضافة إلى مجموعات بشرية، لا تتوقف عن محاولاتها التسلل عبر الحدود رغم ما توجه من قوة النيران الأردنية.

في المرحلة التي سبقت سقوط نظام الأسد، كان واضحا بشكل لا يقبل الشك بالنسبة للمؤسسة العسكرية والأمنية الأردنية، أن جهات رسمية سورية وجماعات لبنانية، تقف خلف تجارة المخدرات والسلاح. وكشفت الوقائع اللاحقة عن عشرات المصانع والمستودعات والمخازن في أرجاء سورية، خاصة على الحدود مع لبنان والأردن.

عمليا، كانت هذه الأطراف تمول نشاطها العسكري ونفوذها السياسي من عوائد تهريب المخدرات، وفوق ذلك تستخدمها كوسيلة لإيجاد موطئ قدم على الأراضي الأردنية.

تقلص بشكل ملموس حضور هذه المجاميع والأطراف، إن لم يكن قد تلاشى تماما، بعد سقوط النظام. السؤال اليوم، من هي الأطراف التي ورثت تجارة الكبتاجون في سورية؟ هل ما تزال قوى العهد السابق تعمل بالخفاء، وتسعى لاستعادة قدراتها بتمويل عملية إعادة البناء من أموال تهريب المخدرات، أم أن قوى مناطقية وأخرى حضرت مع العهد الجديد، تسعى لتعزيز نفوذها وحضورها بالاعتماد على تهريب المخدرات؟

من غير المنطقي أبدا تصور هذا الحجم الهائل من عمليات تهريب المخدرات، وهذه القدرات اللوجستية، التي استدعت من سلاح الجو الملكي، توجيه ضربات على مدار يومين، على أنها مجرد نشاطات فردية لمهربين محليين اعتادوا على هذه التجارة.

لا يمكن أن لا يكون أحد من الأطراف الفاعلة في المعادلة السورية، لا يعرف المواقع البارزة في محيط السويداء قبل أن تقصفها الطائرات الأردنية.

غابة من الأسئلة، تطرحها حالة البلدين الشقيقين؛ سورية ولبنان، وأيا تكن الإجابات، يبدو واضحا أن المخدرات، هي عنوان لتهديد يحمل في طياته رسائل عديدة للأردن. تحملها شحنات المخدرات والسلاح، ومحاولات أخرى لا تتوقف لاختراق جدار الأمن الأردني الصلب.

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ