حين أتأمل عام 2025 من زاوية اقتصادية، أجد نفسي أمام ثلاث محطات أساسية شكّلت — في رأيي — روح هذا العام. ثلاث قصص تبدو منفصلة، لكنها في الحقيقة خيط واحد يجمع بين التقنية والمال وحركة الأسواق.
أول هذه القصص هي قصة الذكاء الاصطناعي. هذا العالم الذي بدأ قبل سنوات كفكرة واعدة، ثم نما بهدوء حتى أصبح اليوم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. في 2025 لم يعد الذكاء الاصطناعي مشروعًا مستقبليًا فحسب، بل أصبح واقعًا مؤثرًا في العمل، والصحة، والتعليم، والإبداع. تغيّرت طرق الإنتاج والخدمات، وظهرت فرص جديدة بالكامل، حتى صار الذكاء الاصطناعي واحدًا من أهم العوامل الاقتصادية المؤثرة خلال هذا العام.أما القصة الثانية فهي رحلة الذهب. فقد شهد الذهب في 2025 ارتفاعًا تجاوز 70% خلال العام، ليس فقط بسبب التوترات وعدم اليقين في الاقتصاد العالمي، بل أيضًا لأن البنوك المركزية في عدد من الدول زادت مشترياتها من الذهب بشكل ملحوظ، باعتباره مخزنًا للقيمة وملاذًا آمنًا أمام تقلبات العملات. ومع هذا الطلب المرتفع، عاد الذهب بقوة ليؤكد مكانته كأهم أصل مالي يحتمي به المستثمرون عبر الزمن.ثم تأتي القصة الثالثة… الفضة. هذه المرة لم تكن مجرد معدن ثانوي بجانب الذهب، بل لامست موقعًا تاريخيًا جديدًا. فقد ارتفعت أسعار الفضة بأكثر من 150% خلال 2025، لتتقدم بقوة حتى أصبحت **في المرتبة الثالثة بين أكبر الأصول العالمية من حيث القيمة السوقية — بعد الذهب وشركة نفيديا — وبذلك تقدّمت على شركة أبل نفسها. وهذا التحوّل اللافت لا يعود فقط لدورها الاستثماري، بل أيضًا لمكانتها الصناعية المهمة في الإلكترونيات والطاقة والتقنيات التي يقوم عليها عصر الذكاء الاصطناعي.وبهذا المعنى، يبدو لي أن عام 2025 كان عامًا التقى فيه العقل الرقمي مع بريق المعدن الحقيقي:ذكاء اصطناعي يعيد تشكيل الطريقة التي نعمل ونفكر بها…ذهب يحافظ على مكانته كأقوى أصل للقيمة…وفضة تتقدّم بثقة لتصبح بين أكبر أصول العالم.وفي النهاية، أتمنى أن يكون عام 2026 عامًا مليئًا بالخير والسلام،وكل عام وأنتم بخير.الرشق تكتب: 2025.. عام الذكاء والذهب والفضة
مدار الساعة ـ