منذ العام 2011 والأردن يعاني من حدوده الشمالية والشمالية الشرقية، وبالذات الجنوب السوري الذي تحول إلى مرتع للمتمردين وعصابات المخدرات والسلاح.

ورغم كل التحذيرات التي قدمها الأردن عبر كافة قنواته السياسية والأمنية والإقليمية للإدارة السابقة في سوريا والإدارة الحالية، إلا أن خطواتٍ فاعلة كفيلة بلجم العدوان وكفّ الأذى عن حدودنا الوطنية لم تُتَّخذ بالقدر الذي يؤمّنها من شرور تلك العصابات التي تعددت مصادر تمويلها ودعمها؛ فما بين جماعات حزب الله والفرقة الرابعة سابقًا، إلى جماعات الهجري وغيرها كما هو اليوم، بات الأردن يقف على جبهة حرب مع هؤلاء المخربين المسيسين.

ولذلك جاء الرد بالأمس حاسمًا وبقدر تهديد الخطر؛ "فما حكَّ جلدك مثل ظفرك"، فانقض نسور سلاح الجو الأردني على أوكار هؤلاء المجرمين، وألحقوا بهم خسائر فادحة في تل قليب ببلدة الكفر في ريف السويداء الجنوبي، وبلدة الغارية حيث توجد مخازن السلاح ومستودعات المخدرات التي تستهدف وطننا ٠

هذه الضربة القاصمة لظهر هذه العصابات رسالة إنذار لهم: كلما دق ناقوس خطرهم دُكَّت معاقلهم وجحورهم، ولن يتوانى الأردن في استخدام القوة لردع هؤلاء وحماية أمنه وحدوده.

الأردن ليس لقمة سائغة، ولا ميدانًا لهواة اللهو السياسي، والعبث بأمننا الوطني لأجندات إقليمية دأبت على استهداف أمنه واستقراره؛ بل هو صخرة تحطمت عليها أوهام كل المارقين الطامعين ولو بموطئ قدم على أرضه وترابه الطهور.

تحية لنشامى سلاح الجو الملكي وجيشنا الأبي، فأنتم الأسود الرابضة على جنبات هذا الوطن المنيع.