نَادَيْتُ بِاسْمِكِ، مَادبا الْأمْجَادِ

وَحَمَلْتُ رَسْمَكِ عُدّتيْ وعَتادي

يَا مَادَبا الزَّهْرَاءُ، جِئْتُكِ حَامِلاً

كلّ الْمَـــوَدّةِ مِنْ صَميمِ فُـؤادي

الشّوْقُ والودُّ القديمُ يُهيبُ بِي

ويَقولُ لِيْ: أقْـــ ــدِمْ عَلى الْأجْوادِ.

***

يَا مَادَبا الزّهْراءُ، يَا أيْقُونَةً

لِلْخِصْبِ وَالتّجْديدِ وَالْمِيلادِ

فِيكِ الْمَرَابعُ بِالْكَرَامَةِ أخْصَبَتْ

مِنْ سَالِفِ الْأزْمَانِ، وَالْآمادِ

وَ (السّهْلَةُ) الْحَمْرَاءُ يَا مَا حَمّلَتْ

مِنْ حِنْطَةٍ لِمَـوَاكِبِ الْقُصّادِ!

رَجَعَتْ قَوافلُهمْ بِـتِـبْرِ حُقولِها

تُـثْني عَلى الـزرّاعِ وَالحَصّـاد

قَدْ بَاركَ الرّحْمنُ تُـرْبـتَها التي

نَافَـتْ عَلى اللّمّـاعِ في الأجْـيَاد

***

يا مريم النحّاسِ، قُوميْ زغْرديْ

لِـبنيْ بَنيكِ، وَخِـيرَةِ الأحْفادِ

لَبِـسُوا عَلى الأيامِ ألْـفَ عَـبَاءةٍ

لِلْـعِـزِّ، لا تَـبْلـى عَلى الآبادِ

نَصَبوا عَلى مَلْقَى الدُّروبِ بُـيوتَهمْ

بَـيْضَاءَ مُشْرَعَةً عَلى الْأعْمَـادِ.

هَذيْ مَضَاربُهـُمْ، مَـرَابطُ خَيْلهِمْ

وَدِلالُ قَـهْوتـِهِمْ تَـفُـوحُ، تُــنَادي

يَا ألْفَ أهْلاً بالضُّيوفِ. وَمَنْ أتَى

يَلْـقَ الْكِرامَ بِدَوْحِها الْمَـيّادِ.

وَقَـفوا عَلى أسْمى المَــكَارِم مالَهُم

في كُلِّ مَسْغَبَةٍ، وَشُـحِّ رَفَاد

(طَخّوا) عَلَى مَنْ مَـرّ قُربَ ديارهِمْ

قَبْلَ (التّقَهويْ) مَعْ لذيذِ الزّاد.

قَدْ أدفأوا الْمَقْرورَ مِنْ بَــــرْدِ النّوَى

فَغفَا قَـريرَ الْعيْنِ بَعدَ سُهَاد.

قَوْمٌ عَلى الْأحْبابِ، مَسُّ نَسَائمٍ

وَعَلى الْعِـــدَا سُمُّ عَلى الْأكْـبـاد.

يا مريـم النّحاس، قُوميْ زَغْردي

لِـبنيْ بَنيكِ، وَخــيرَةِ الْأحْفَادِ.

***

يا شَارعَ العُشّاقِ، يَا مَـرْجًا رَعَتْ

فـيهِ الظِّـباءُ بِحَلْـبَـةِ الْآسَاد

الـطُـهْرُ كَـلّلَـهُمْ بـوَارفِ ظِـلِّــهِ

وبـعِـفّـةِ الْعَذراءِ في الْأجْسادِ.

***

يا مَادبا الزّهراءُ، جئـتُكِ حَامِلًا

كُلّ المَـوَدّةِ مِنْ صَميمِ فُـؤادي

إنّيْ أتيتُكِ والمَحَـبّةُ مَرْكَبي

أشْدو بِدَوْحِـكِ طَيـّـبَ الإنْشَاد.

طَوّفْتُ بالْجَنَبَاتِ، يَغْمُرُنيْ الشّذَا

والنُّـورُ يَمْلأ مُهْجَتي وفُؤادي

أهْليْ، هُنا، غَنّوْا قَصَائدَ، فِعْلَهُمْ

يَا طِيْبَ مَا غَنّوْا مِنَ الأمْجَاد!!

في مَسْجدٍ باسْمِ الْمَسيحِ صَلاتُهـُمْ

وكَنيسةُ الرُّسْلِ الكِرامِ تُنادي:

هَـذا هُو الأردنُ، مَهـْـدُ كَـرامَـةٍ

وَمَــحَبـّـةٍ، وَتَــآلُــفٍ، وَوِدَاد.

***

أذّنْ، (أبونا)، للصّـلاةِ، وقُلْ لَنا:

إنّ (الـمَـــحَـــبّــةَ) كَـعْـبَـةُ الــعُـبــّـاد

وَلْيَعْـتَلِ (الشّيخُ) المُبجّلُ مِـنْـبرًا

مَا فاضَ مِنْهُ سِوَى هَدْيٍ وَإرشَاد

وَلْـتَصْدَحِ الْأجْراسُ، وَلْيـَعْلُ (النِّـدا)

(حَـيـّا) عَلى الإنْـجَـازِ وَالْإسْعَــاد.

فَالْعِشْقُ للوطَنِ العزيز يَضُمُّـنا

بالـحُبِّ نَـفْـقَأُ أعْـيُنَ الْـحُسّاد

***

يا مَـادبا الزّهْـراءُ، يا (مَهيـوبَـةً)

كَمَهابةِ (اُبـْنِ شُوَيْــحَةٍ) في النّادي

سَلِمَتْ جَدائِلُكِ التي قَدْ ضُمِّخَتْ

بالـــعِــزِّ والْـــ عَــزَمَـــ ـاتِ والأمْـــ ـــجَـــاد.

مِنْ عَهْدِ ميْشَعَ، والْعُصُورُ تَـتَابَعَتْ

تَــــحْــــكيْ عَــطَـايا الْـمـاءِ لِلْــــوُرّاد.

***

يَا لَمّةَ الْأحْبابِ، يَا هَطْلَ النّدَى

يَا بَــلْسَمِــــيْ يَا فَـرحَـةَ الْأعْـيـَـاد

دُمْـتُمْ كَمَا أنتُمْ أصَابـِعَ خَمْسَةً

صَانَتْ، عَلَى الأيـامِ، وَجْهَ بلادي.