أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الكويتي الراجحي يكتب: حديثنا الباقي عن الأردن الباهي


أ.د. مناور بيان الراجحي
استاذ الصحافة والإعلام بجامعة الكويت

الكويتي الراجحي يكتب: حديثنا الباقي عن الأردن الباهي

أ.د. مناور بيان الراجحي
أ.د. مناور بيان الراجحي
استاذ الصحافة والإعلام بجامعة الكويت
مدار الساعة ـ

وأعظم الحضارات التي قامت على تراب الأردن حضارة الأنباط في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت عاصمتها مدينة البتراء التي صنفت مؤخرنا من (عجائب الدنيا)، واشتهرت بالعلم والفنون والآثار والتجارة وفن العمارة ونحت البيوت في الجبال والزخارف والنقوش، وقبل أكثر من أنثى عشر قرناً قبل الميلاد قامت حضارة العمونيين، وهي حضارة عظيمة وصلت إلى قمة الرفاهية وكانت عاصمتهم (ربة عمون) والتي أطلق عليها اليونانيين فيما بعد اسم (فيلاديلفيا) وتعني الحب الأخوي وهي عاصمة الأردن الآن (مدينة عمان)، وفي العقد السادس من الميلاد جاء الرومان ثم الغساسنة الذين حكموا الأردن حوالي ستمائة عام ثم جاء الفتح الإسلامي الذي أنور الخلق والخليقة، فالحمد لله على نعمة الأمن والأمان في أوطاننا.

في عمان العاصمة يوجد(المدرج الروماني) ، كان الرومان يقيمون فيه العديد من المسرحيات والنشاطات الرياضية، واستمرت هذه الأنشطة حتى يومنا هذا كالحفلات الموسيقية التي تقام فيه، (عمان) عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية وأكبر مدنها وتعتبر المركز التجاري والثقافي في الأردن، وهي مدينة تشتهر بتنوع التاريخ والحضارات فيها، بل أنها أصبحت نموذجا للتعددية الثقافية في العالم ومركزا استثماريا رئيسيا لرجال الأعمال ورجال التعليم والبحث والتطوير، كما أن السياحة العلاجية في عمان وصلت الى مرحلة النضوج الكامل بداية في ملوحة (البحر الميت) حتى أعلى مستويات المراكز الطبية، وبرزت الأردن كمركز للفنون في العالم العربي ومقصداً للسياح فالمهرجان السنوي (عمان – جرش) يجذب أكثر من مليون زائر، فهو لا يحتفل بالثقافة والفنون العربية فقط بل يستكشف أيضاً روحانية الاسلام ويجسد رسالة عمان في التعايش الهادئ والهادف بين الأديان وخاصة الدين الاسلامي والمسيحي اللذين تجسدا بروح رجل واحد وشعب واحد هو شعب الأردن الأصيل.

أن المملكة الأردنية الهاشمية بتطور مستمر تحت قيادة الهاشميين وهذا المخطط يطبق مقولة الملك عبدالله الثاني بن الحسين "علينا أن ننهض لأعداد مشروع تخطيط مدن جاد وشامل، مدينتنا هي انعكاس ذاتنا، فهي مكتبنا الذي نعمل فيه، وهي منزلنا الذي ننشئ عائلتنا فيه، وهي ملعبنا الذي نرتاح فيه، والمكان الذي نقضي فيه أكثر أوقاتنا"، ولا ننسى بأن نذكر الملكة رانيا العبدالله التي تعمل على انجاح المشاريع المتعلقة بالطفل والعائلة والثقافة والسياحة وتسافر الى كل أنحاء العالم لنشر السلام وتحقيق العدل والمساواة. فكل ما سبق وأكثر وجدته في الأردن مع أهلها المضيافين الذين رطب لسانهم من كلمة (ياهلا) وهي كلمة تكاد تسمعها في كل لحظة ويفتخر الأردنيون بها ويعتبرونها من عاداتهم وتقاليدهم، وهي الدليل على كرم وأخلاق الأردنيين وحسن ضيافتهم المعهودة منذ القدم، فالأردن ليست دولة حديثة كما يشاع بل هي امتداد لمهد الحضارات والدول والشعوب، والرابط الشاهد على ذلك ما ذكرناه وهناك الكثير من الشواهد تدل على أن الأردن هي الماضي والحاضر.

عزيزي القارئ، مهما قلنا أو شرحنا،إن لم تزر الأردن فأنت تعتبر من فاقدي بوصلة التاريخ، أما أنا، فقد استمتعت كثيراً بالشواهد والأدلة والتاريخ وكرم وأخلاق النشامى سوى في الدوائر الحكومية أو رجل الأمن في الشارع أو المواطن البسيط، الله يبسطكم يالنشامى أينما كنتم، وختامها مسك عند أبناء العمومة عشيرة الرشايدة في الكرك، وما أدراك ما الكرك وما أدراك ما الرشايدة وكرمهم ولطفهم وعشرتهم، فشكراً للجميع وهنيئاً لهم بقيادتهم الهاشمية وأرضهم وشعبهم، وأنت يا عزيزي القارئ، متىتزور الأردن؟ وتستمتع كما أنا استمتعت.

مدار الساعة ـ