أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

عبدالكريم الدغمي، أين أنت؟

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب:عيسى المريط السرحان -

لم نعتد على غيابك،

فالغَيبة حين تطول لا تُشبهك، ولا تُشبه المكان الذي اعتدنا أن نراك فيه واقفًا لا مائلًا.

اعتدنا صوتك حين كانت الأصوات تُساوَم،

وموقفك حين كان الوقوف مكلفًا،

وكلمتك حين كان الصمت هو الأسهل والأكثر أمانًا.

أما اليوم… فقد طال الغياب،

وطال معه السؤال: من يخبر الزعيم أننا افتقدناه؟

افتقدنا ذاك الصوت الذي لا يُجامل،

والنبرة التي لا تعرف الالتفاف،

افتقدنا العشب الذي كان ينبت حرًّا في ساحةٍ جفّ فيها الكلام،

والرأي الذي كان يُقال لأنه حق، لا لأنه مطلوب.

يا زعيم،

والناس تبحث عن صوتٍ يشبهها لا يتحدث عنها من علٍ،

عن رجلٍ يقول ما يخاف الآخرون قوله،

ويختلف دون أن يعتذر عن اختلافه.

لسنا نطالبك بشيء،

ولا نستدعيك لمشهد،

لكننا نقول لك بصدق:

مكانك فارغ،

والفراغ حين يطول يصبح سؤالًا،

وحين لا يُجاب… يتحول إلى وجع.

عد…

لا لأنك مطالب،

بل لأن حضورك كان دومًا ضرورة،

ولأن بعض الأصوات حين تغيب

يختلّ ميزان الكلام كله

هذه رسالة محبّة…

بل عشق لموقف،

ووفاء لرجلٍ لم يكن يومًا عابرًا في الذاكرة ولا في المشهد

تقبّل مروري…

عاشق الموقف لا المتغيّرات،

والمنحاز للكلمة حين تكون حقًّا لا مصلحة


مدار الساعة ـ