span style=" display: inline ;">رسالة مفتوحة إلى السفارة الأمريكية في عمّان
قد تعتقدون أن نزول السفير الأمريكي إلى الشارع الأردني، والتقاط الصور في الأسواق والمقاهي، هو خطوة ذكية في اتجاه “الدبلوماسية الشعبية”. وقد تظنون أن القرب الجسدي من الناس يعني قربًا سياسيًا من وجدانهم. لكن الحقيقة، التي ربما لا تصل إلى مكاتبكم كما هي في الشارع، أن هذه التحركات لا تُقرأ في الأردن بوصفها تقاربًا، بل تُستقبل في كثير من الأحيان كرسالة مستفِزّة، حتى وإن لم يكن ذلك مقصودًا.الشارع الأردني ليس بحاجة إلى صور ودّية، ولا إلى استعراض إنساني عابر. الشارع الأردني مثقل بوعي سياسي تشكّل عبر عقود من التجارب المريرة مع السياسات الأمريكية في المنطقة. وعي لا يفصل بين السفير والدولة التي يمثلها، ولا ينسى أن واشنطن كانت – ولا تزال – طرفًا منحازًا في أكثر القضايا حساسية بالنسبة للأردنيين والعرب، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.حين يتجول السفير الأمريكي في شارع أردني، بينما تستمر بلاده في دعم الاحتلال سياسيًا وعسكريًا، وتُفرغ مفاهيم العدالة الدولية من مضمونها عبر الفيتو والازدواجية، فإن الرسالة التي تصل للناس ليست رسالة صداقة، بل رسالة تناقض صارخ. هنا، لا تعود الدبلوماسية ناعمة، بل تتحول إلى استفزاز رمزي.ومن باب النصح، لا المواجهة:الشارع الأردني لا يعشق نظرية المؤامرة عبثًا، بل يلجأ إليها كآلية دفاع سياسي حين تُغلق أمامه أبواب الحقيقة والشفافية. وكل تحرك أمريكي غير مصحوب بتغيير حقيقي في السياسات، يُفسَّر تلقائيًا على أنه محاولة اختراق، أو إعادة تسويق لسياسات مرفوضة، أو تجميل لواقع دموي في الإقليم.قد يكون من المفيد أن تدرك السفارة أن الأردنيين لا يطلبون المستحيل. هم لا يرفضون الحوار، ولا يعادون الشعوب، لكنهم يرفضون أن يُعامَلوا كجمهور علاقات عامة. يرفضون أن يُخاطَبوا بالصورة بدل الموقف، وبالابتسامة بدل القرار السياسي الشجاع.الرسالة هنا واضحة:إذا كانت الولايات المتحدة جادة في بناء علاقة صحية مع الشارع الأردني، فعليها أن تبدأ من مراجعة سياساتها، لا من تغيير زاوية الكاميرا. من احترام وعي الناس، لا من اختبار صبرهم. من الاعتراف بالأخطاء، لا من القفز فوقها.أما الاستمرار في دبلوماسية الشارع دون تصحيح المسار السياسي، فلن يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة: تعميق فجوة الثقة، وتغذية الغضب الصامت، وتعزيز قناعة راسخة لدى الأردنيين بأن المشكلة ليست في سوء الفهم، بل في جوهر السياسة نفسها.وهذه نصيحة تُقال بوضوح:الأردن شعب ذكي، ذاكرةُه طويلة، وكرامتُه السياسية خط أحمر. من أراد كسب احترامه، فليخاطب عقله أولًا، لا كاميراته.قد تعتقدون أن نزول السفير الأمريكي إلى الشارع الأردني، والتقاط الصور في الأسواق والمقاهي، هو خطوة ذكية في اتجاه “الدبلوماسية الشعبية”. وقد تظنون أن القرب الجسدي من الناس يعني قربًا سياسيًا من وجدانهم. لكن الحقيقة، التي ربما لا تصل إلى مكاتبكم كما هي في الشارع، أن هذه التحركات لا تُقرأ في الأردن بوصفها تقاربًا، بل تُستقبل في كثير من الأحيان كرسالة مستفِزّة، حتى وإن لم يكن ذلك مقصودًا.الشارع الأردني ليس بحاجة إلى صور ودّية، ولا إلى استعراض إنساني عابر. الشارع الأردني مثقل بوعي سياسي تشكّل عبر عقود من التجارب المريرة مع السياسات الأمريكية في المنطقة. وعي لا يفصل بين السفير والدولة التي يمثلها، ولا ينسى أن واشنطن كانت – ولا تزال – طرفًا منحازًا في أكثر القضايا حساسية بالنسبة للأردنيين والعرب، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.حين يتجول السفير الأمريكي في شارع أردني، بينما تستمر بلاده في دعم الاحتلال سياسيًا وعسكريًا، وتُفرغ مفاهيم العدالة الدولية من مضمونها عبر الفيتو والازدواجية، فإن الرسالة التي تصل للناس ليست رسالة صداقة، بل رسالة تناقض صارخ. هنا، لا تعود الدبلوماسية ناعمة، بل تتحول إلى استفزاز رمزي.ومن باب النصح، لا المواجهة:الشارع الأردني لا يعشق نظرية المؤامرة عبثًا، بل يلجأ إليها كآلية دفاع سياسي حين تُغلق أمامه أبواب الحقيقة والشفافية. وكل تحرك أمريكي غير مصحوب بتغيير حقيقي في السياسات، يُفسَّر تلقائيًا على أنه محاولة اختراق، أو إعادة تسويق لسياسات مرفوضة، أو تجميل لواقع دموي في الإقليم.قد يكون من المفيد أن تدرك السفارة أن الأردنيين لا يطلبون المستحيل. هم لا يرفضون الحوار، ولا يعادون الشعوب، لكنهم يرفضون أن يُعامَلوا كجمهور علاقات عامة. يرفضون أن يُخاطَبوا بالصورة بدل الموقف، وبالابتسامة بدل القرار السياسي الشجاع.الرسالة هنا واضحة:إذا كانت الولايات المتحدة جادة في بناء علاقة صحية مع الشارع الأردني، فعليها أن تبدأ من مراجعة سياساتها، لا من تغيير زاوية الكاميرا. من احترام وعي الناس، لا من اختبار صبرهم. من الاعتراف بالأخطاء، لا من القفز فوقها.أما الاستمرار في دبلوماسية الشارع دون تصحيح المسار السياسي، فلن يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة: تعميق فجوة الثقة، وتغذية الغضب الصامت، وتعزيز قناعة راسخة لدى الأردنيين بأن المشكلة ليست في سوء الفهم، بل في جوهر السياسة نفسها.وهذه نصيحة تُقال بوضوح:الأردن شعب ذكي، ذاكرته طويلة، وكرامتُه السياسية خط أحمر. من أراد كسب احترامه، فليخاطب عقله أولًا، لا كاميراته.رسالة مفتوحة إلى السفارة الأمريكية في عمّان
مدار الساعة ـ