حين وقعت عيناي على هذه الصورة لم أستطع أن أتجاوزها مرور الكرام،، فوجدتني عاجزة عن تجاهل الأثر الذي تركته في داخلي، ليست لقطة عابرة، بل لحظة اخترقت شعوري مباشرة،وأجبرتني على التوقف أمام معناها، لا أمام شكلها..

لم أرى منصبين متجاورين، بل رأيت حملا واحدا موزعا على كتفين يعرفان ثمنه،، ففي انحناءة الجسدين نرى معنى الشراكة قبل السلطة، والثقة قبل القرار. لا أحد هنا في موضع الاستعراض أو البروتوكول،،كلاهما منصت، وكأن الورق بين أيديهما يحمل هما أكبر من كونه إجراء أو توقيعا.

كمواطنة فخورة،، تسللت الي طمأنينة دافئة.. أن في أعلى الهرم من لا يزال يؤمن بأن الحكم فعل شراكة، لا فعل فرد، وأن الثقة ليست تفويضا أعمى، بل عملا يوميا صامتا، دقيقا، ومتعبا..

ما يلفت في المشهد هو غياب الاستعلاء. لا كرسي مرتفع، ولا مسافة فاصلة، الطاولة واحدة، و الهم واحد، وأن خلف القرارات الكبرى لحظات صامتة كهذه، يراجع فيها الرجال أوراقهم كما يراجعون ضمائرهم. لحظات لا تُبث عادة، لكنها حين تظهر، تُعيد تعريف الهيبة.

فالدولة لا تُدار بالإيماءات الكبيرة وحدها، بل في المسؤوليات التي تُحمل بصدق…