برأيي، الصادرات الأردنية قادرة تكون أقوى بكثير مما هي عليه اليوم، لكن المشكلة ليست فقط في الأرقام أو الأسواق، بل في العقلية التي تُدار بها. نعم، نصدر أسمدة وأدوية وبوتاس وبقيمة جيدة، لكننا ما زلنا ندور في نفس الدائرة بسبب ارتفاع التكاليف، التعقيد، والبيروقراطية التي تقتل أي فكرة جديدة قبل أن تولد. كثير من الشباب لديهم أفكار وقدرات حقيقية للتجارة والتصدير، لكن النظام الحالي لا يعطيهم المساحة ولا الثقة.

الحل بالنسبة لي واضح وصريح: يجب ضخ دماء جديدة من الشباب أصحاب الكفاءة العالية، شباب لا يخافون من التجربة، أو التوقيع لأخذ القرارات، ولا يترددون في فتح أسواق جديدة أو التفكير خارج الصندوق. نحتاج أشخاصاً يتحركون بسرعة، يفهمون العالم الرقمي، ويعرفون كيف ينافسون عالمياً، وليس أشخاصاً تم اختيارهم بسبب المحسوبيات أو العلاقات. هذه العقلية هي أكبر عائق أمام تطور التصدير.

كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني: "الشباب هم عماد المستقبل، ويجب أن يكون لهم دور حقيقي في صنع القرار". إذا أردنا فعلاً تطوير التجارة الخارجية، فعلينا أن نكسر الجمود، ونبتعد عن البيروقراطية، ونراهن على الكفاءة لا الواسطة. الأردن لا ينقصه الموارد ولا العقول، بل ينقصه الجرأة في التغيير. بدون ذلك، سنبقى نتحدث عن نفس المشاكل كل عام دون أي تقدم حقيقي.