في قلب "عروس الشمال" إربد، وبشموخ شجرة الميلاد التي تضيء سماء المدينة، تجلت صورة من أبهى صور التلاحم والعيش المشترك التي يفاخر بها الأردن العالم أجمع لم تكن أضواء الشجرة مجرد زينة لمناسبة دينية، بل كانت قنديلاً يعكس جوهر الدولة الأردنية؛ الدولة التي جعلت من "التعايش" ثقافة حياة، ومن "الوئام" دستوراً بين أبنائها.

في كل عام تشهدت إربد مشهداً من الفخر والمحبة والأخوة ، حيث اختلطت مشاعر الفرح بين المسلمين والمسيحيين، واجتمع الأهل والجيران حول شجرة الميلاد بقلب واحد وصوت واحد هذا التجمع العفوي هو التجسيد الحقيقي للرسالة الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، والتي جعلت من الأردن رمزاً عالمياً للتسامح الديني والعيش المتناغم.

إن سر قوة هذا المجتمع يكمن في تلك الأخوة الصادقة؛ فالمسيحي في إربد يشارك شقيقه المسلم أعياده، والمسلم يبادل أخاه المسيحي التبريكات والدعوات نحن في الأردن لا نتحدث عن "الآخر"، بل نتحدث عن "نحن"؛ وهوية وطنية جامعة .

إن هذه اللوحة الفسيفسائية التي رسمها أهالي إربد هي الشهادة الحية على أن الأردن سيبقى واحة للأمن والمحبة فبينما يحتفل العالم بالأعياد كمناسبات عابرة، نحتفل نحن بها كمحطات لتجديد العهد لقيادتنا الهاشمية و على البقاء إخوة متحابين، يجمعنا تراب هذا الوطن وعروبة الموقف ووحدة الهدف.

ستظل أضواء الميلاد في إربد وفي كل شبر من وطننا الغالي، تذكرنا دائماً بأننا في الأردن نسير على خطى الأجداد، نحمل في قلوبنا قيم المحبة وفي أيدينا معاول البناء، لنقدم للعالم نموذجاً فريداً في التآخي الإنساني، حيث تظل "عمان" و"إربد" وكل مدننا منارات للسلام والوئام الدائم.