أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

مصاصو الكهرباء في منزلك: أجهزة تستهلك الطاقة وتزيد الفاتورة حتى وهي 'مطفأة'

مدار الساعة,أخبار الصحة والأسرة,وزارة الطاقة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -على عكس ما يعتقده كثيرون، فإن إطفاء الأجهزة المنزلية بالضغط على زر التشغيل لا يعني بالضرورة توقفها عن استهلاك الكهرباء، إذ تواصل العديد من الأجهزة سحب الطاقة في ما يُعرف بـ«وضع الاستعداد»، وهو استهلاك خفي قد يبدو محدودا لكل جهاز على حدة، لكنه يتراكم ليشكّل عبئا ملحوظا على فاتورة الكهرباء، فضلا عن أثره البيئي.

وبحسب تقارير ودراسات حديثة، أصبحت طاقة الاستعداد، التي تُعرف أيضا باسم "الطاقة الشبحية" أو "طاقة مصاص الكهرباء"، سمة شائعة في المنازل الحديثة، فهذه الطاقة تُستخدم لتشغيل الساعات الداخلية في أفران الميكروويف، والحفاظ على عمل مستشعرات الحرارة في الثلاجات، وإبقاء الأجهزة الإلكترونية في وضع السكون بانتظار أوامر التشغيل عن بُعد، ونتيجة لذلك، تعمل كثير من الأجهزة فعليا على مدار 24 ساعة يوميا.

مفهوم أوسع للأجهزة المنزلية

تقليديا، يُقصد بالأجهزة المنزلية تلك الميكانيكية مثل المحمصات والمجففات وغسالات الصحون، غير أن الواقع تغيّر، إذ أصبحت أجهزة التلفزيون والحواسيب ومنظومات الصوت والفيديو تفوق عدد الأجهزة التقليدية في المنازل، كما أن الأجهزة "الكلاسيكية" نفسها باتت مزودة بإلكترونيات متقدمة تزيد من استهلاكها للطاقة في وضع الاستعداد.

ويؤكد خبراء أن اعتماد تعريف أوسع للأجهزة المنزلية، يشمل كل أداة أو جهاز مصمم لوظيفة محددة، بات ضروريا لفهم الحجم الحقيقي لاستهلاك الطاقة.

أجهزة الاستقبال في الصدارة

تُعد أجهزة استقبال القنوات التلفزيونية الرسيفرات، من أكثر الأجهزة استهلاكا لطاقة الاستعداد.

ويقول رون شيمِك، وهو مختص إن هذه الأجهزة تستهلك الطاقة باستمرار بسبب تحديث أدلة القنوات والبرمجيات، فضلا عن حركة الأقراص الداخلية حتى أثناء التوقف.

وأظهرت دراسة لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC) في الولايات المتحدة أن متوسط استهلاك جهاز الاستقبال الواحد في وضع الاستعداد يبلغ 16 واط، وإذا ظل الجهاز خاملا 20 ساعة يوميا، فإنه يستهلك نحو 116.8 كيلوواط/ساعة سنويا، وباحتساب متوسط سعر الكهرباء عند 0.166 دولار لكل كيلوواط/ساعة، تصل الكلفة إلى نحو 19.39 دولارا سنويا لجهاز واحد فقط، في حين تمتلك العديد من المنازل أكثر من جهاز.

التلفزيون

أظهرت الدراسة نفسها أن أجهزة التلفزيون تستهلك في المتوسط 13 واطا في وضع الاستعداد، ومع خمول يصل إلى 20 ساعة يوميا، تبلغ كلفة الاستهلاك نحو 15.75 دولارا سنويا لكل جهاز، ويعود ذلك إلى ضرورة بقاء التلفزيون في حالة جاهزية للاستجابة لأوامر التشغيل من جهاز التحكم.

وتشير البيانات إلى أن الأجهزة الأحدث أكثر كفاءة، إذ يتراوح استهلاكها في وضع الاستعداد بين نصف واط وثلاثة واط فقط، ما يقلل الكلفة السنوية بشكل ملحوظ مقارنة بالأجهزة الأقدم.

أجهزة الألعاب والحواسيب

تستهلك أجهزة ألعاب الفيديو الطاقة بشكل مستمر، خصوصا تلك المضبوطة على وضع "التشغيل الفوري"، فعلى سبيل المثال، يستهلك جهاز Xbox One S نحو 11 واط في هذا الوضع، مقابل نصف واط فقط في وضع توفير الطاقة، ومع استخدام يومي يبلغ ساعتين، قد تصل كلفة طاقة الاستعداد إلى نحو 15 دولارا سنويا.

أما الحواسيب، فتظل في وضع الاستعداد بانتظار تفاعل المستخدم، مع استمرار تحديث الذاكرة، ووفقًا لـNRDC، يبلغ متوسط الاستهلاك 7.1 واط للحواسيب المحمولة و9.5 واط للحواسيب المكتبية، وإذا لم يتم إطفاؤها، فإن الاستهلاك السنوي قد يصل إلى 57 كيلوواط/ساعة للمحمول و76 كيلوواط/ساعة للمكتبي، بكلفة تتراوح بين 9 و12 دولارا سنويا.

أجهزة الصوت والفيديو

تستهلك أنظمة الصوت المنزلية وأشرطة الصوت طاقة شبحية لتشغيل الساعات الداخلية وانتظار إشارات التحكم، ويبلغ متوسط استهلاكها 7.5 واط في وضع الاستعداد، ما يعادل نحو 60 كيلوواط/ساعة سنويا، وكلفة تقارب 10 دولارات، ويحذر خبراء من أن بعض المنازل تحتوي على تمديدات صوت وفيديو قديمة غير مستخدمة، لكنها تواصل استنزاف الكهرباء لسنوات دون أن يلاحظها السكان.

الأجهزة التقليدية ليست بريئة

حتى الأجهزة المنزلية التقليدية مثل الغسالات والمجففات وأفران الميكروويف تستهلك ما بين 1 و6 واط في وضع الاستعداد، ويؤدي ذلك إلى كلفة سنوية تتراوح بين 1.33 و8 دولارات للجهاز الواحد إذا ظل في وضع الاستعداد 22 ساعة يوميا، وهو رقم قد يتضاعف عند احتساب عدد الأجهزة في المنزل.

أثر عالمي وحلول عملية

على الرغم من أن الكلفة الفردية لطاقة الاستعداد قد تبدو محدودة، فإن أثرها العالمي كبير، إذ تشير بيانات مختبر لورنس بيركلي الوطني، مختبر الأبحاث العلمي التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، إلى أن طاقة الاستعداد مسؤولة عن نحو 1% من انبعاثات الكربون العالمية.

وللحد من هذا الاستنزاف، ينصح الخبراء بعدة خطوات عملية، أبرزها اختيار الأجهزة الحاصلة على تصنيف Energy Star عند الاستبدال، وفصل الأجهزة قليلة الاستخدام من المقابس، واستخدام المقابس المتعددة المزودة بمفاتيح لإيقاف مجموعة أجهزة دفعة واحدة، كما يُنصح باستخدام أجهزة قياس استهلاك الكهرباء لمراقبة استهلاك الأجهزة، سواء كانت تعمل أم في وضع الاستعداد، وتحديد أكثرها كفاءة في التشغيل.

ويخلص شيمِك إلى القول إن "الحديث يدور غالبا عن بضعة دولارات سنويا لكل جهاز، لكن اختيار الأجهزة المناسبة ذات الكفاءة الأعلى، وتغيير بعض العادات اليومية، يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا على مستوى الفاتورة والبيئة معا".


مدار الساعة ـ