يبدو أنّ السفير الأميركي في عمّان لم يعد يكتفي بمهامه الدبلوماسية التقليدية، فقد تحوّل—من حيث لا ندري—إلى زائر دائم لبيوت الأردنيين، يجوب القرى والأحياء العشائرية والمخيمات، يحضر مناسبات العزاء كما الأفراح، ويواكب الفعاليات الرياضية وكأنه واحد من أبناء المكان.
هذا الحضور اللافت، غير الرسمي في شكله، الرسمي في دلالاته، يدفع المراقب إلى التساؤل: أهي دبلوماسية جديدة أم حنين قديم؟ بل إن كثافة المشهد توحي—على سبيل اللمز لا الجزم—بأن للسفير جذورًا عربية، أو ربما أردنية خالصة، لم تُعلن بعد.ولأنّ الأردنيين يُقدّرون من يقف معهم في حزنهم قبل فرحهم، ومن يمدّ اليد دون ضجيج، فإنّ هذه التحركات لا يمكن قراءتها إلا باعتبارها تعبيرًا عن اهتمامٍ صادقٍ بشؤون الناس اليومية، وإدراكٍ واعٍ لما يحيط بالوطن من تحديات وما يُحاك في الإقليم.وعليه، وبنبرة غمزٍ لا تخلو من تقدير، نتمنى على حكومتنا الرشيدة أن تُثمّن هذه الجهود الإنسانية التي أغدقنا بها السفير، وأن تنظر—مجازًا لا اقتراحًا—في منحه الجنسية الأردنية؛ مكافأةً لحبه الظاهر لوطننا العزيز، وانتمائه العملي لأهله، وحرصه على أن يكون حاضرًا بينهم… في السراء والضراء.