أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العبادي يكتب: 'هايبرد' الولاء والانتماء


سهم العبادي

العبادي يكتب: 'هايبرد' الولاء والانتماء

مدار الساعة ـ

قبل فترة، وفي مناسبة رسمية حضرتها مع جمع كبير من الناس، كان السفير الأمريكي في الأردن حاضرًا. كان يتنقّل بين الحضور، يمدّ يده ويصافح من يلتقيهم. وكلما اقترب من الجهة التي أقف فيها، كنت أنسحب بهدوء إلى مكان آخر. لا لأنني أكرهه، ولا لأن بيني وبينه خصومة، بل لأن لي مبدأ ثابتًا لا أبدّله حسب "المناسبات". موقف يعرفه من كان حاضرًا، وشهود كُثر ما زالوا يعرفون القصة كما هي دون زيادة أو نقصان (موجودن على هذه الصفحة).

المفارقة ظهرت لاحقًا، وبصورة لا يمكن تجاهلها. السفير نفسه لم يتوقف عن تشجيع منتخبنا الوطني. حضر المباريات بين الجماهير، صفق، شجّع، وشارك الفرحة كما يفعل أي مشجع. والسفير الياباني، الله يمسيه بالخير، بعث أكثر من رسالة دعم للنشامى. اختلفت الدوافع، وتعددت الحسابات، لكن النتيجة واحدة، دعم منتخب الأردن??، والوقوف معه علنًا، واحترام رايته في لحظة فرح وطني خالص.

وهنا يبدأ الوجع الحقيقي. بيننا، من عاش في مؤسساتنا الرسمية، ومن عمل في القطاع الخاص، ومن كبر على خير هذا البلد، ثم ذهب إلى قطر ورفع رايات غير راية الأردن. بعضهم فعلها تحت عنوان المجاملة، وكأن الراية تُرفع مجاملة، وكأن الانتماء تفصيل يمكن التلاعب به. وبعضهم لم يكن يجامل أصلًا، بل رفع داخل الملعب راية غير رايتنا عن قناعة كاملة، وبلا تردد. هؤلاء هم جماعة "الهايبرد"، لا يقفون هنا كاملين ولا هناك كاملين، يعيشون دائمًا في المنطقة الرمادية، هم مثل سوس الأسنان وهذا مكانهم ومكانتهم، ورغم قلة عددهم إلا أن تصرفاتهم أو تصرفاتهن مؤذية لدرجة الخيانة،صورهم لدي وبإذن الله تعالى سيتم نشرها في الوقت والزمان المناسب (مع بوتكس وفلاتر وبدون).

المسألة هنا لم تكن كرة قدم، ولم تكن مباراة عابرة. النشامى أدّوا ما عليهم وزيادة، قاتلوا في الملعب، ورفعوا الرأس، وتركوا في كل دقيقة صورة الأردني حين يُطلب منه أن يكون واضحًا. المشكلة في من اعتاد أن يعيش نصف موقف ونصف انتماء، يرى الوطن مكتسبات لا هوية، ودفتر مصالح لا ذاكرة.

المفارقة المؤلمة أن من نختلف معهم سياسيًا أو دبلوماسيًا عرفوا أين يقفون في لحظة الفرح الأردني، بينما تاه بعض أبناء البلد بين راية وراية، وبين تشجيع واعتذار. الأردن لا يقبل هذا الالتباس، ولا يحتمل هذا الترف. الراية إمّا أن تُرفع كاملة، أو لا تُرفع. والاختبار حين يأتي، لا يرحم أحدًا.

مدار الساعة ـ