أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الحجاج يكتب: الشماغ الأردني يعلو في قطر.. والنشامى على موعد مع الكأس!


أحمد سعد الحجاج
صحفي أردني

الحجاج يكتب: الشماغ الأردني يعلو في قطر.. والنشامى على موعد مع الكأس!

أحمد سعد الحجاج
أحمد سعد الحجاج
صحفي أردني
مدار الساعة ـ

في مساء عربي مهيب، تتجه القلوب قبل العيون إلى استاد لوسيل في قطر، حيث يقف الأردن بكل رمزيته وهيبته، حاضرًا بالشماغ والعقال وبعزيمة لا تلين. ليست مباراة عادية، بل نهائي العمر، مواجهة الحسم التي تُتوَّج عند صافرتها كأس العرب، ويُكتب عندها فصل جديد في تاريخ منتخب النشامى.

يدخل منتخب النشامى هذه الليلة بعقلية البطل. منظمًا، متماسكًا يعرف ماذا يريد وكيف يصل إليه. أداء احترافي، انضباط عالٍ، وروح جماعية تشبه الأردن في صلابته وهدوئه وقوته. في حراسة المرمى يقف أبو ليلى، متراس النشامى الأمين شامخًا بثبات يشبه صلابة جبال الشراه، لا تهزه الرياح ولا تربكه العواصف، يحرس الشباك بعين الصقر وقلب الفارس، فيمنح الدفاع ثقة، ويمنح الفريق أمانًا، ويمنح الوطن طمأنينة. أمامه منظومة دفاعية تعرف متى تُغلق المساحات ومتى تُحسن البناء، وفي الوسط رجال معركة، يضبطون الإيقاع، يقرأون الملعب بوعي، ويوزعون اللعب بحكمة القادة، أما الهجوم فاندفاع محسوب، جرأة ذكية، وإصرار على الوصول، كأن الهدف موعد لا يقبل التأجيل.

اليوم، الأردن كله حاضر، وإن تفرّق الجسد. الصغير قبل الكبير، الشاب قبل الشيخ، في القرى والمدن، في البيوت والمقاهي، قلوبهم مع النشامى، أنفاسهم مع كل تمريرة، ودعاؤهم مع كل هجمة. جماهير واعية تشجع بحب، وتدعم بثقة، وتصنع طاقة إيجابية ترفع الأداء ولا تثقله، فتتحول المدرجات إلى سند حقيقي، وصوت واحد يهتف باسم الوطن.

ويعلو النداء الوطني مستندًا إلى الثقة التي عبّر عنها صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي كان حاضرًا بدعمه وإيمانه بالنشامى، مؤكدًا أن هذا المنتخب يستحق الالتفاف خلفه حتى اللحظة الأخيرة. إنها ثقة قيادة بوطنها، وثقة وطن بأبنائه، ورسالة معنوية تزيد اللاعبين صلابة وإصرارًا.

هذه الليلة ليست مجرد مواجهة كروية، بل قمة عربية تجمع فرسان النشامى بفريق الأطلس، مواجهة نادرة بين ممثل العرب في آسيا وممثل العرب في إفريقيا، على أرض لوسيل بقطر المجد والعروبة حيث يرفع الكأس مباشرة مع صافرة النهاية. وبمشيئة الله، وبروح النشامى التي لا تنكسر، وبإصرارهم الذي قادهم لتجاوز منتخبات كبيرة، فإن النصر يلوح في الأفق، والكأس تقترب، والمجد يمد يده للأردن.

فوز النشامى الليلة يعني تتويجًا رسميًا بكأس العرب، لقبًا عربيًا غاليًا يذهب لأول مرة إلى حضن الأردن، ويُسجَّل باسم جيل آمن بنفسه، ولعب باحتراف، واحترم خصومه، ولم يتنازل عن حلمه.

الله حي النشامى الله حي الشماغ والعقال، والله حي الأردن… الليلة موعد المجد مع الشماغ وبإذن الله ستكون الليلة عربية نهايتها أردنية.

والكأس لنا !!!

مدار الساعة ـ