في كرة القدم، لا يُقاس المجد بعدد الأهداف فقط، بل بتلك اللحظة التي تُرفع فيها الكأس، فيتحوّل المعدن إلى ذاكرة، والذهب إلى قصة تُروى طويلاً.
بين كأس العالم وكأس العرب، يلمع الذهب بطريقتين مختلفتين. كأس العالم، بثقله التاريخي والرمزي، يزن نحو 6.1 كيلوغرام، وكأنه يحمل على كتفيه حكايات الكرة العالمية كلها، من قارات مختلفة وحشود لا تُحصى. هو كأس صُنع ليكون عالمياً، في الشكل والمعنى، وفي الوزن أيضاً.أما كأس العرب، الذي قُدّم بحلّته الحديثة في قطر عام 2021، فيأتي أخف وزناً، إذ يبلغ حوالي 2.8 كيلوغرام، لكنه لا يقل قيمة أو وهجاً. خفّته هنا ليست نقصاً، بل اختياراً، يعكس فكرة مختلفة: كأس أقرب إلى القلب، وأقرب إلى الناس، وأقرب إلى الهوية.في ملامحه، يشبه كأس العالم إلى حدّ ما، وكأن الرسالة تقول إن الحلم واحد، لكن التفاصيل تصنع الفارق. وعلى سطحه، تبرز خريطة الوطن العربي، لتمنح الذهب معنى إضافياً، وتحوّل الكأس من مجرّد جائزة إلى رمز للانتماء واللقاء العربي.هنا، لا يصبح السؤال عن الوزن أو العيار هو الأهم، بل عمّا يحمله كل كأس في داخله.ذهب كأس العالم يرمز للتنافس بين أمم الأرض، بينما ذهب كأس العرب يرمز لاجتماع الأشقاء حول شغف واحد، وفرحة لا تحتاج إلى العالمية لتكون كبيرة.واليوم، مع المباراة الحاسمة في كأس العرب 2025، يلمع هذا الذهب أمام أعين الجماهير، وتكبر الحكاية أكثر. فقد وصل المنتخب المغربي والمنتخب الأردني إلى هذه المرحلة بجدارة كاملة، بعد مشوار يعكس أداءً قوياً وروحاً قتالية تستحق الاحترام. وبرأيي، كلا المنتخبين يستحقان الفوز.لكن تبقى القلوب تميل، والدعاء حاضر…وإن شاء الله يلمع ذهب كأس العرب اليوم بين أيدي النشامى الأردنيين، وتُكتب فرحة جديدة باسم الأردن.الرشق تكتب: سيلمع ذهب كأس العرب اليوم
مدار الساعة ـ