أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو زيد يكتب: النشامى فازوا.. لكن نريد التتويج


العميد المتقاعد حسن فهد أبو زيد

أبو زيد يكتب: النشامى فازوا.. لكن نريد التتويج

مدار الساعة ـ

ليس فوز منتخب النشامى في كأس العرب فوزًا عابرًا، بل هو انتصار كبير وتاريخي لا يستطيع أحد إنكاره أو التقليل من شأنه، مهما اختلفت التفسيرات أو تنوّعت محاولات التشكيك. ما تحقق هو إنجاز حقيقي للكرة الأردنية وقوة للكرة العربية يُسجَّل هذا الإنجاز في ذاكرة الوطن قبل سجلات البطولات.

وإذا كان الإنجاز يُنسب للاعبين داخل الملعب، فإن الفضل لا يكتمل دون الحديث عن الجمهور الأردني العظيم، ذلك الجمهور الشعبي والجماهيري الحاشد، سواء في مدرجات الملاعب في قطر، أو في المدن والقرى والأرياف والمخيمات والساحات والشوارع داخل الأردن. جمهورٌ كان الرديف الحقيقي للنشامى، يقاتل معهم من خارج البساط الأخضر في الميدان ويمنحهم الزخم والثقة والدافع حتى اللحظة الأخيرة.

إلى جانب هذا الدعم الشعبي، برز الموقف الرسمي والمعنوي، الذي نأمل أن يُترجم عمليًا فيما بعد إلى دعم مادي مؤسسي للمنتخب الوطني، لا سيما أنه أوصل الأردن إلى كأس العالم مباشرة دون ملحق. فالبعض يختصر الأمر بالقول: إنها مجرد رياضة، لكن الحقيقة أن الرياضة اليوم أداة فاعلة للترويج للسياحة، ودعم الاقتصاد، وتعزيز صورة الدول، بما يحقق فوائد ملموسة على مختلف المستويات.

وفي هذا الإطار، لا بد من التوقف عند الدور الكبير للقيادة الهاشمية الحكيمة، حيث كان الدعم المتواصل من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني، وحضور سمو ولي العهد الأمير حسين بنفسه، و سمو الأمير هاشم وسمو الأمير علي بن الحسين، الي جانب الفريق بأرض الملعب في مجريات مباراة الفوز على المنتخب السعودي، وهم بين الجماهير في مدرجات الملعب، انها رسالة واضحة وعميقة الأثر. حضورٌ كان له دور معنوي كبير في تحقيق هذا الإنجاز، ورسالة صريحة للحكومة والمؤسسات الرسمية لالتقاط هذه اللحظة، والبناء عليها، وتطوير القطاع الرياضي، والوقوف الحقيقي إلى جانب منتخبنا الوطني.

مباراة اليوم ليست مجرد مواجهة ختامية، بل محطة تاريخية يُعلّق عليها الأردنيون آمالًا عريضة، لحسم اللقب بعون الله، والتتويج بكأس العرب. تتويجٌ سيكون له أثر معنوي كبير في دعم المنتخب خلال استحقاقات كأس العالم المقبلة في شهر حزيران القادم.

ورسالتنا اليوم إلى جمهور النشامى: كنتم وما زلتم السند الحقيقي، والداعم الصادق في كل الظروف. وبإذن الله، سنقطف ثمار هذه الوقفة المشرفة، وكلنا أمل، والأمل بالله عظيم، أن نعود إلى الأردن حاملين كأس العرب.

وإن حدث، لا قدّر الله، وفاز منتخب المغرب الشقيق، فلا يجوز التقليل من جهد النشامى، فقد بلغوا القمة، والوصول إليها بحد ذاته فوز كبير وإنجاز وطني يُفخر به. نسأل الله العظيم أن يكتب لنا الفرح هذه الليلة، فهو نعم المولى ونعم النصير.

مدار الساعة ـ