أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العتوم يكتب: هواجس الغرب سرابية


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: هواجس الغرب سرابية

مدار الساعة ـ

لست مسكونا في الشأن الروسي و الدولي من دون دراية ، و من دون بعد نظر و ثقافة . و أبحث عن الحقيقة في المقابل وما وراءها من دون كلل وملل ، و هذا هو واجبي الإعلامي المهني و الاخلاقي . و أحاول أن أجد مخرجا للغرب في المقابل الذي حشر ذاته في الحرج في شأن حرب مثل الأوكرانية شيوعا لا يفهمها ، ونصب نفسه مزودا عسكريا فيها ، و موجها لها . فماذا يريد الغرب تحديدا من روسيا ؟ وما الذي يبحث عنه وسط حرب فرضت عليها و لم تختارها ، بينما يعتبر الغرب روسيا دولة اجتاحت جارتها أوكرانيا من دون سبب مقنع ،ومن دون سابق انذار ، و تمارس الاحتلالات فيها حتى . وهل بمقدور الغرب الذي أنفق أكثر من 500 مليار دولار من خزائنه على تسليح أوكرانيا ( كييف ) ، بينما المبلغ ذهب تجاه الفساد المالي، و عبر بيع السلاح إلى الخارج حيث تتواجد الأزمات ، و الحروب ، و في مقدمتها إلى السودان ، و إلى شراء الشقق الفاخرة في إسرائيل ، و في الخليج ، وفي غير مكان ، اقناع العالم ؟ . و جونيور ابن ترامب الذي اختار منطقة الريفيرا في – موناكو- القريبة من فرنسا و المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، للراحة و الاستجمام، وهي المخصصة للأثرياء فقط ، أعلن بأن المركبات الفارهة التي شاهدها هناك كانت لأوكران ، و أدهشه المنظر في زمن الفقر الأوكراني ، و اندلاع الحرب ، وهو الذي شاهد أوكرانيا سابقا بنفسه و بات مقتنعا بأن الأثرياء منهم يقضون أوقاتهم على الشواطي الباهضة التكاليف، و يتم الدفع بالفقراء تجاه الحرب ، حيث يقتلون ، و تحصد الأخضر و اليابس . و تحليلي يقول هنا وعن دراية ( المال السايب بعلم الحرامي السرقة ) نعم صحيح .

الثلاثي الغربي ( بريطانيا ، و فرنسا ، و ألمانيا ) ومعهم بولندا ، و قيادة حلف ( الناتو ) لا ينامون الليالي ، و يجتمعون بإستمرار في لندن ، و في غيرها لأثارة الزوابع في وجه روسيا الاتحادية العظمى الناهضة بهمة قائدها الفولاذي فلاديمير بوتين ، و بهمة شعوبها ،و أصدقاء روسيا في شرق و جنوب العالم ،و بعد الانفتاح على أمريكا قائدة الغرب . و الناتو، هو حامي الغرب و ليس العكس . و يحيكون المؤامرات على روسيا بحجة الدفاع عن سيادة أوكرانيا ، وفقا لأحكام القانون الدولي من دون معرفة و عن قصد مع سبق الاصرار بأن روسيا زعيمة الاتحاد السوفيتي السابق ، و قائدة تحالف الدول المستقلة، هي من قدمت بإسم الاتحاد السوفيتي و عبر مجلس السوفييت الأعلى و قراره رقم 142 / 1990 الاستقلال لروسيا ، و الحقت به اتفاقية تفكيك الاتحاد التي اشترطت قبل اعتراف الأمم المتحدة بإستقلال أوكرانيا ، التزام الحياد ، وعدم التحالف مع منظمات معادية مثل الناتو . و قدمت لأوكرانيا القرم و الدونباس شريطة عدم التغريد خارج سرب الدول المستقلة .

و الغرب ليس أكثر حرصا على سيادة أوكرانيا من روسيا ، و ليس أكثر تفهما للقانون الدولي منها . وهو ، أي الغرب من تسلل لوجستيا إلى وسط الثورات البرتقالية ( الاصلاحية ) الأوكرانية ، ووسط انقلاب ( كييف ) عام 2014 بهدف جر أوكرانيا ليس تجاه الاتحاد الأوروبي فقط ، و لكن لكي يخترق( الناتو) أوكرانيا . وهو من شجع على حرب شعبية ثماني سنوات حصدت أرواح الأبرياء من الروس و الأوكران معا . ولو لم يتدخل الغرب سلبا في الحراك الأوكراني لبقي القرم و الدونباس في العهدة الأوكرانية . و لو انتهجت العاصمة ( كييف ) سلوك الدول المستقلة ، ومنها بيلاروسيا مثلا ، لما حركت روسيا عمليتها الروسية الخاصة الدفاعية التحريرية . و بعد ذلك ، ما الذي كسبه الغرب من تحرشه بالدولة الروسية على مدى أكثر من ثلاث سنوات ؟ هل كسب الحرب ؟ قطعا لا ، و هل نجح في اسناد السلام الروسي – الأوكراني عبر اتفاقية ( مينسك 2015 ) ، و جلسة أنقرة عام 2022 ، و جلسات اسطنبول ؟ بالتأكيد لا .

تصريح رئيس الناتو- مارك روته - بأن على حلفه الاستعداد للحرب لمواجهة روسيا الممكن أن تهاجم أوروبا و الناتو ، هو استفزازي محض ، و لا يستند لواقع . و روسيا – بوتين صرحت مرارا بأنها لا تسهدف أوروبا ، و لا الناتو ، و سخر من هكذا تصريحات لا تعبر عن مكانها و زمانها . و سبق لأوروبا أن افتعلت مشكلة مسيرات سرابية مع روسيا لم يثبت واقعها ،و نفتها روسيا و رئيسها فلاديمير بوتين .وكل ما تريده روسيا الان هو إنهاء الحرب الأوكرانية التي لم تبدأها . وهي التي حققت انتصارات كبيرة فيها فوق الطاولة الرملية ، و تنتظر مغادرة أخر جندي أوكراني للدونباس ، و تحديدا لدونيتسك ، ليتسنى لها توقيع السلام العادل المحصن لسيادتها ، و الذي يقبل به الجانب الأوكراني الغربي ، خاصة بعد قبول الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب به . و لتوقيع السلام أصبح مطلوبا اظهار نظام سياسي أوكراني شرعي في كييف العاصمة .

و رئيس وزراء بولندا - دونالد توسك - صرح حديثا ، بأن الحرب الأوكرانية ليست حربهم ، و بأنها فرضت عليهم و على أوروبا ، و هو كلام باطل لا يعكس الحقيقة ، و المعروف ، هو بأن الغرب هو من أنتج الحرب و صنعها لأسباب لا علاقة لها بسيادة أوكرانيا مثلما لها علاقة مباشرة بديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح . و المخاطرة بالتلويح بحرب ثالثة غير محسوبة نتائجها بدقة ، و ستكون وخيمة على البشرية جمعاء . و يقول بأن الحرب غير مرتبطة بحبنا لأوكرانيا ، إنها مسألة دولة تم الاعتداء عليها ، لذلك هي حربنا و ليس كما يقول الناس في وارسو . وهو الأمر المحتاج من القيادة البولندية قراءة تاريخ الحرب ، و حروب روسيا الدفاعية في التاريخ العميق و المعاصر ( الأولى ، و مع نابليون ، و الثانية مع هتلر ، و الحالية مع نظام زيلينسكي ) ، و أخذ العبرة من الحروب المدمرة ، و التوجه للسلام بعد الاستماع جيدا لموسكو ، العارفة بأحقيتها في الدفاع و في الوصول لسلام عادل .

جلسات جديدة للولايات المتحدة الأمريكية مع رئيس غرب أوكرانيا المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي في العاصمة البريطانية لندن ، وفي برلين لتوصيل مشروع السلام ، و لأقناع القيادة الأوكرانية بضرورة قبوله بعد استماع الجانب الأمريكي للموقف الروسي عبر ستيف و يتكوف ،و جاريلد كوشنير . و السلام المطلوب و الواقعي هو الذي يعترف بالقرم و الدونباس ضمن السيادة الروسية .و المعروف هو بأن روسيا قدمت الشهداء من أجل سيادتها و موقفها الثابت غير القابل للمساومات . و قدم الجانب الغربي الأوكراني الشهداء ، و بحجم كبير بعد التغرير به من قبل الغرب منذ زمن رئيس وزراء بريطانيا باريس جونسون ، ومن قبل أمريكا – جو بايدن . و لازال الأمل معقودا لبناء سلام طويل المدى يلغي احتمالات وقوع حرب عالمية مدمرة لا يحمد عقباها .و هاجس غربي يرعبهم من مواصلة موسكو السيطرة على العاصمة ( كييف ) و غرب أوكرانيا ، و التحرش بالناتو ، وهو سراب في سراب .

مدار الساعة ـ