أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو نقطة يكتب: النشامى فوق منصات التتويج.. كيف يتحول لقب كأس العرب إلى محرك اقتصادي للأردن؟


عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.

أبو نقطة يكتب: النشامى فوق منصات التتويج.. كيف يتحول لقب كأس العرب إلى محرك اقتصادي للأردن؟

عبد الرحمن ابو نقطة
عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
مدار الساعة ـ

لم يكن فوز المنتخب الوطني الأردني (النشامى) بلقب كأس العرب 2025 في الدوحة مجرد لحظة عاطفية فجرت أفراحاً عارمة في شوارع عمان والمحافظات، بل كان بمثابة "صفقة اقتصادية" كبرى رابحة للدولة الأردنية. ففي عالم الرياضة الحديثة، لم يعد الكأس مجرد قطعة من المعدن، بل هو "قوة ناعمة" تفتح آفاقاً استثمارية وتسويقية هائلة.

أولاً: العوائد المالية المباشرة وضخ السيولة

يأتي الفوز باللقب بجائزة مالية ضخمة تبلغ 7.155 مليون دولار أمريكي (نحو 5 ملايين دينار أردني). هذا المبلغ يمثل رافداً حيوياً لخزينة الاتحاد الأردني لكرة القدم، حيث يساهم في سداد المديونيات، وتطوير البنية التحتية للملاعب، والاستثمار في قطاعات الناشئين، مما يقلل الاعتماد على الدعم الحكومي المباشر ويخلق دورة مالية ذاتية للرياضة.

ثانياً: القيمة السوقية للاعبين (تصدير المواهب)

بعد التألق في البطولة، ترتفع القيمة السوقية للاعبي المنتخب بشكل مطرد. هذا الإنجاز يضع نجوم النشامى تحت رادار الأندية الأوروبية والخليجية الكبرى. اقتصادياً، يعني احتراف اللاعبين في الخارج تدفقاً للعملة الصعبة إلى المملكة عبر الحوالات المالية، فضلاً عن حصص الأندية المحلية من صفقات الانتقال، مما ينعش ميزانيات الأندية الأردنية.

ثالثاً: تنشيط السياحة و"العلامة التجارية" للأردن

أثبتت الدراسات أن النجاح الرياضي هو أسرع وسيلة للترويج السياحي. فوز الأردن باللقب جعل اسم المملكة يتصدر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية لعدة أسابيع. هذا "الضجيج الإيجابي" يعمل كحملة إعلانية مجانية للأردن كوجهة سياحية واستثمارية، مما يعزز الثقة في بيئة الأعمال الأردنية ويجذب السياح الراغبين في استكشاف بلد "الأبطال".

رابعاً: انتعاش قطاع الخدمات والتجزئة

داخلياً، تسبب الفوز في حالة من "الغليان الاقتصادي" الإيجابي؛ حيث شهدت قطاعات المطاعم، والمقاهي، والاتصالات، وشركات النقل طفرة في الأرباح نتيجة تجمعات المشجعين والاحتفالات. كما انتعشت تجارة التجزئة في الملابس الرياضية والهدايا، مما خلق حركة تجارية سريعة ساهمت في ضخ السيولة في الأسواق المحلية.

خامساً: جذب الاستثمارات والرعاية

بصفتهم أبطال العرب، يصبح "النشامى" الواجهة التسويقية الأكثر جاذبية للشركات الكبرى. من المتوقع أن يشهد الاتحاد الأردني تهافتاً من شركات الطيران، البنوك، وشركات الاتصالات لتوقيع عقود رعاية بأسعار مضاعفة عما كانت عليه قبل البطولة، مما يحول المنتخب إلى "علامة تجارية" مربحة قادرة على تمويل نفسها وتوليد فرص عمل في مجالات التسويق والإدارة الرياضية.

إن فوز الأردن بكأس العرب هو رسالة اقتصادية مفادها أن الاستثمار في الشباب والرياضة يؤتي ثماره ليس فقط بالميداليات، بل بتحريك عجلة الاقتصاد وتحسين الصورة الذهنية للدولة عالمياً. إن استثمار هذا الإنجاز يتطلب خطة استراتيجية لتحويل هذه "الفرحة" إلى مشاريع مستدامة تخدم الاقتصاد الوطني لسنوات قادمة.

مدار الساعة ـ