مدار الساعة - إبراهيم السواعير
أطلق بيت الشعر- المفرق، وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ملتقاه النقدي الخامس 2025، بعنوان "أفق الشعرية العربية: الواقع والتحديات والمآلات"، بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم بجامعة البترا، على مدار يومين، في جلسات أكاديمية متخصصة أفادت جمهورها، وخرجت بتوصيات حملت مضمون الملتقى ورسالته الثقافية.وحمل الملتقى رسالةً بعنوان "الشّعر بوصفِهِ جسرًا"، جاء فيها أنّ الشّعر قضيّةٌ حياتيّة، قبل أنْ يكون هامشاً نخبويّاً للطّبقة المثقّفةِ، وسلطةً في فمِ أصحاب المقولات!.كما إنّ التّأمّل الطّويلَ في أعطافِهِ ومزاياه، يُلجئنا إلى قراءةِ واقعِهِ وتأمّله، وإلى الاستجابة لتحدّياتِهِ استجابةً سريعةً فائقة، وإلى استشرافِ مستقبلِهِ، وامتلاكِ نبوءةِ القادِمِ من أحوالِه.ويحملُ هذا الملتقى همَّ الدّخول إلى مفهومِ الشّعرِ ونظريّاتِه، وهمّ تسديد الفجواتِ المتّسعةِ بين الشّعر وقراءةِ الشّعر، وهمّ التّأويلِ الشّعريّ الأقصى، ويستنطِقُ المؤثّراتِ التي صاغت النّصّ في الأُطرِ والمضامين.كما أنّ النّضالَ لتعريف الشّعرِ ومقاربةِ حيثياتِه، قد ولّدَ هزّاتٍ تطوريّةَ تمخّضت عنها (القضايا) التي انتصرَ بعضها، ودخلَ بعضها في الجدل النّاعم.ويطرحُ الملتقى دراساتٍ جدليّةً لمفهومِ الشّعرِ بالنّظرِ إلى انحيازاتِهِ الذّاتيّة، وكأنّهُ راءٍ إلى نفسِه، بإزاء رؤىً تتعدّدُ بتعدّد القضايا.وأكّد الملتقى أنّه اختار الحديثَ عن الشّعريّة، موضوعًا في أمداء نظريّاتٍ ثلاث هي: نظريّةُ المعنى، ونظريّة الجمال، ونظريّة تحليل الخطاب، ليختم محاواتِهِ النّظريّة التّطبيقيّة، بالنّظر إلى مسارٍ شعريّ ملغزٍ وخطر: الذّكاء الاصطناعيّ الذي يكتبُ الشّعرَ وينقدُ أشكاله، مستهدفًا من خلال مرآةِ الشّعر- رصدَ الصّورةِ؛ بما تسمحُ بِهِ آليّاتُ التّجلّي، والنّفاذ العميقَ في جدليّة مركزهِ وهامِشِه، إذ ما زالَ البحثُ في القضايا مسوَّغاً، وما زالَ السّجالُ قابلاً للاعتناق.حضر حفل الافتتاح أ.د. رامي عبدالرحيم رئيس جامعة البترا، وأ.د. محمود السّلمان عميد كلية الآداب والعلوم، ود.محمّد قواقزة رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة، وأدارت الحفل أستاذة الأدب والنقد الحديث د.إيمان عبدالهادي منسقة الملتقى.وألقى مدير بيت الشعر- المفرق فيصل السرحان كلمةً قال فيها "إنَّهُ لَيومٌ استثنائيٌّ يحظى بهِ بيتُ الشعرِ المفرقْ باستضافةٍ كريمةٍ مِن جامعةِ البترا الغَرّاءِ لتنفيذِ مُلتقى نقدِ الشعرِ الخامسِ الذي يُنظّمهُ سنوياً بيتُ الشعرِ المفرقْ برعايةٍ كريمةٍ مِن سُموِّ الشيخِ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوِ المجلسِ الأعلى حاكمِ الشارقة. هذا الملتقى الذي يستمرُّ يومينِ مُتتاليينِ ويشاركُ فيهِ نُخبةٌ مِن القاماتِ الأكاديميةِ الأردنيةِ الذينَ نَعتزُّ بِهم ونفخرُ، لِمناقشةِ جوانبَ هامةٍ ومُلِحَّةٍ في سِياقِ نقدِ الشعرِ العربيِّ، آملينَ مِن مثلِ هذهِ المُلتقياتِ والأنشطةِ النقديّةِ التي تُساهمُ فيها المؤسساتُ الأردنيةُ أن تبني مدرسةً نقديّةً أردنيةً تَنفذُ للسّاحتينِ العربيةِ والعالمية. وكَمْ يَسعَدُ بيتُ الشعرِ المفرق بالشّراكاتِ الفاعلةِ والمستدامةِ معَ المؤسساتِ الأكاديميةِ الأردنيةِ، لا سِيّما تلكَ التي تتمتعُ بِسُمعةٍ عَطِرَةٍ مَحليّاً وعربيّاً كَجامعةِ البترا، إذ نَرْنُو لِتعزيزِ هذهِ الشراكةِ وفَتْحِ آفاقِها للمزيدِ مِن الأنشطةِ ذاتِ الاهتمامِ المشترك".كما ألقى رئيس الجامعة أ.د رامي عبدالرحيم كلمةً أشاد فيها بدور بيت الشعر- المفرق في ملتقياته النقدية التي تبحث في جنس أدبي مهم هو الشعر، وتقرأ مستقبله من واقع الأوراق النقدية التي يقدّمها أصحاب الاختصاص، معربًا عن سعادة الجامعة بالتنسيق مع بيت الشعر لإقامة ملتقى نقدي متخصص يحمل عنوانًا مهمًّا في هذا الاتجاه. وأضاف أنّه يأمل من أوراق الملتقى الخروج بتوصيات تفيد الأدباء والعاملين في مجال نقد الشعر.إلى ذلك، انطلقت الجلسة الأولى للملتقى، بعنوان "الشّعريّة في نظريّة المعنى (مقاييس الشّعريّة وبلاغتها)، التي أدارها أ.د عبد القادر الرّبّاعي وتحدث فيها حول موضوع "بلاغة العصر، بلاغة الفنّ الشّعريّ: درويش نموذجاً"، ود.إبراهيم خليل حول "معنى المعنى وأثرُهُ في الشّعريّة"، ود. ربيع ربيع عن موضوع "نمذجةُ الإنسان: الشّعريّة العربيّة وإنتاجُ المعنى"، ود.ليث الرواجفة حول "شعريّة قصيدة النّثر: المقاييس الأدبيّة وبلاغة التّشكّل الدّلاليّ".كما تناولت الجلسة الثانية موضوع "الشّعريّة في نظريّة الجمال (الإيقاع، التّخييل، فلسفة الشّعر)"، و أدارها أ.د. جمال مقالة وتحدث فيها حول "هل يحلّ "الشّعر المطلق" أزمة النّقد العربيّ؟"، وأ.د. نضال الشّمالي حول "إيقاع الزّمن في القصيدة العربيّة الحديثة، بينَ الرّهان الجمالي والإسقاط الفلسفي"، ود.مراد البيّاري عن موضوع "جماليّة اللغة في شعر طاهر رياض: قلق السّؤال أنموذجاً"، ود. أماني لسليمان: الزّمان بوصفه فخّاً، منظور رؤيوي جمالي في شعر محمود درويش"، ود.أسماء عليّان حول "جماليّة التّخييل وتأسيس شعريّة القصيدة".كما تواصل الملتقى في يومه الثاني، بجلسة "الشّعريّة العربيّة في نظريّةِ تحليل الخِطاب"، وأدارها أ.د.نايف العجلوني وتحدث فيها حول"منهج "تحليل الخطاب" في قراءة النّصّ الشّعريّ، ود.محمّد قواقزة عن موضوع "شعريّة الزّمن وتحليل الخطاب"، ود. عمر العامري حول "آفاق الشّعريّة العربيّة بينَ سلطة المعنى وانفتاح الخطاب"، ود. فداء أبو فردة عن موضوع "الرّمز والصّورة الشّعريّة في ظلّ نظريّة تحليل الخطاب".كما حملت الجلسة الثانية تحت عنوان "مسارات الشّعريّة القادمة في ظلِّ العولمة والذّكاء الاصطناعيّ"، التي أدارهاأ. د زهير عبيدات، وتحدث فيها حول "الخوارزميّات ونظريّة النّقد: المتلقّي في نظريّة التّلقي الخوارزميّة"، ود.نبيل حسنين حول موضوع "الشّعريّة والذّكاء الاصطناعي"، ود.دلال عنبتاوي حول موضوع "مسارات الشّعريّة في ظلّ الذّكاء الاصطناعي"، ود.هشام مقدادي حول "مستقبلُ الشّعر".بيت الشعر-المفرق يطلق ملتقاه النقدي الخامس 'آفاق الشعرية العربية' (صور)
مدار الساعة ـ




























