أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الراجحي يكتب: أرجوحة.. أردن الماضي والحاضر (1)


أ.د. مناور بيان الراجحي
استاذ الصحافة والإعلام بجامعة الكويت

الراجحي يكتب: أرجوحة.. أردن الماضي والحاضر (1)

أ.د. مناور بيان الراجحي
أ.د. مناور بيان الراجحي
استاذ الصحافة والإعلام بجامعة الكويت
مدار الساعة ـ

عشنا فرحة التأهل في شوارع عمان، ولاحظنا الرقي والتنظيم والبهجة على النشميات والنشاما مما سرنا ما رأيناه من الروح الأردنية الحشمة، فحببنا نشارككم عزيزي القارئ ببعض ما نعرفه عن هذه الأرض الطيبة المباركة.

منذ قبل الميلاد حتى يومنا هذا تعتبر المملكة الأردنية الهاشمية من المناطق الهامة، لاحتواء أرضها الكثير من آثار الحضارات القديمة كالآشوريين والفارسيين واليونان والرومان والبيزنطيين ومن ثم الأتراك والبريطانيون، وتعتبر الأردن مجمعاً للتاريخ القديم والحديث أي ما قبل الميلاد وبعده، والدليل المواقع الأثرية التي تعتبر من أهم الآثار في العالم الاسلامي لأنها تحاكي المعارك والفتوحات الاسلامية العظيمة، وفيها معركة مؤتة أول معركة من معارك الفتوحات الإسلامية خارج الجزيرة العربية، ومن هذا المنطلق تعتبر الأردن في مقدمة الدول العربية التي يتوافد اليها السياح سواء من العرب أو من غيرهم للتمتع بآثارها العريقة وجوها الجميل وكرم شعبها الأصيل.

من يزور الأردن سوف يمتع ناظره بمناظر خلابة ومشرقة، لا مثيل لها: كالبحر الميت الذي يعتبر أكبر بقعة مائية منخفضة في العالم بمعدل أربعمائة متر تحت سطح البحر وهو علاج للأمراض الجلدية، والمدينة الوردية (البتراء) التي كانت حصنا "للأنباط" قبل ما يزيد على ألفي عام، فكانت البتراء محط الاعجاب الواسع بثقافتها الرفيعة وأسلوب بنائها المهيب، وما فيها من شبكة سدود وقنوات مائية، وقد اعتمدت البتراء كواحدة من عجائب الدنيا، وهناك مدينة (جرش) القديمة الأثرية، ففي هذا الموقع الغزير بالمياه تجد آثارا من العصر الحجري ومن عهود الاغريق والبيزنطيين والأمويين وغيرهم، والعصر الذهبي لمدينة جرش هو مع الحكم الروماني وهي معترف بها كاحدى المدن الاقليمية الرومانية الأكبر والأفضل في العالم لتماسكها بشكلها القديم، ومدينة الفسيفساء (مادبا) التي كانت مأهولة بالسكان منذ لا يقل عن أربعة آلاف سنة وهي مذكورة في الانجيل على أنها المدينة "المؤابية" التي أقامها الملك المؤابي ميشع بفخر سنة ثمانمائة وخمسين قبل الميلاد، لقد أبدع صناع الفسيفساء في روائعهم الفنية من قطع مربعة صغيرة من الحجر المحلي الطبيعي الملون، كرسوم الطيور والأشجار والحيوانات والأسماك والوحوش الغريبة وأعمال الانسان كالصيد والزراعة ورسوم لمبان ومدن وتصاميم هندسية شائعة، كذلك تحتوي لوحات فسيفسائية كثيرة على كتابات باللغة الاغريقية، وفي الجوار يوجد المكان الأكثر اجلالا في الأردن وهو (جبل نيبو) النصب التذكاري للنبي موسى والموقع المفترض ان يكون قد مات ودفن فيه، وهو مكان مقدس يحتوي على كنيسة قديمة بنيت قبل أربعة آلاف عام وقد زارها القديس جون بول عام 2000، وأيضاً قلعة (الشوبك) التي بناها الأمير الصليبي بلدوين الأول ملك القدس في عام 1115 ميلادي وقلعة (عجلون) التي شيدت عام 1184 ميلادي على يد الفارس العربي عز الدين أسامة، ابن أخ القائد صلاح الدين الذي قهر الصليبيين عام 1187 ميلادي، والقلعة مثال رائع لفن العمارة الاسلامية، وقد حمت القلعة من موقعها على قمة جبل طرق المواصلات وشكلت حلقة في سلسلة من الحصون التي كانت توقد النار ليلاً لتمرير الاشارات من الفرات حتى النيل، وفيها أربعة أبراج على الزوايا يطلق منها حمام الزاجل لايصال الرسائل لبغداد ودمشق والقدس وغيرها من المدن المهمة آنذاك، وفي جدرانها السميكة فتحات للسهام ومحاطة بخندق جاف له عمق وعرض لا يستهان بهما، جبل القلعة ويعرف بالقصر الأموي حيث بنى الأمويون قصرهم من هيكل هرقل والكنيسة البيزنطية، وفيها متحف يحتوي على تماثيل وزخارف حلزونية الشكل من البحر الميت وتابوت مصنوع من الصلصال وتعتبر موقعا مهما وممتعا لرؤية المدينة القديمة في عمان. وللحديث بقية عن الأردن البهية...

نبارك لمنتخب النشاما التأهل للدور النهائي لكأس العرب مع تمنياتنا له بالفوز وحمل الكأس.
ودمتم

مدار الساعة ـ