لكَ الحق المشروع في الفرحة يا أُردني ، لكَ حق الفرحة لأنكَ لم ترَ الأردن يومًا مجرد جغرافيا ودولار، لم تره يومًا الا أُمك التي تسعى لرضاها، لكَ الحق لأنكَ لم تُناجي وترفع ابتهالاتك الى رب السماء الا في محرابالوطن ، لكَ الحق و كل الحق في الفرحة.
الجميع كانَ منتمياً لأرضه بالأهازيج والأشعار الا أنت آثرت على نفسك و علّمت البشرية أجمع بأنَّ الأرض خُلقت حتى تُروى في الدماء ويتوشح ترابها في الأرواح، كانَ عزاؤك وانتماؤك الوحيد هو تقديم الدم، النزيفُ دائمًا في اللغه مرتبط بالدم الا نزيفُ الأردني، حبهِ وانتماؤه هو نزيفه، الأردن هو المعتقد والمصير، هو مذهب يُعلّمنا بأنَّ هيام الوطن عبادة حتى و إن قسى عليك يومًا ، الأردني الذي خُلقت الإرادة من أجل أن تُصنع ثوبًا حتى يرتديه، من انتصرَ في معركة الكرامة وسطّرَ المجد هو الأردني ، وصفي الذي قدّمَ روحه في سبيل البلد و العرش هو أُردني ، حبيب الشاعر الذي نثرَ جنونهِ على سطور القافية و أسسَ معتقداً بأنَّ الشِعر في سبيل البلد جنون هو أردني.
حالة الفرح والسرور التي عمّت قلوب الأردنيين بفوز النشامى المستحق ليست الا دعم من قيادة حكيمة وإرادة أُردني يعشق الأرض ، المدرجات تزيّنت بالهاشميين مما زادَ من ألق و بهاء المنتخب ، اللاعبون كانوا يرون الحُسين بينهم، رأوا القلق في عينيه، كيفَ لا وهو ولي عهد لقائد أفنى عمره والشيب غزى رأسه من أجلنا و أجل البلد.
ما لفتَ انتباهي بأنَّ من يُدخل الفرحة على قلوب الأردنيين ويرفع راية الوطن حتى تبقى خفّاقة هم ابناء الحرّاثين و الكادحين ، وها هم أشبال المنتخب خرجوا من رحم المعاناة حتى يضعوا الأردن نحو العلياء ويُعانق السماء و تولد قصة بطولة و تضحية جديدة تُسطّر في تاريخ الأردن.
