أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

هل عبارة 'انتهت حلول الأرض' تنافي العقيدة؟.. توضيح وبيان

مدار الساعة,شؤون دينية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - السؤال: حكم قول عبارة انتهت حلول الأرض الأمر متروك للسماء

الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الامر كله لله تعالى في الامور الهينة أو ذات البلاء العظيم. وهذا فهم خاطئ للعقيدة الاسلامية ولكن مثل هذه العبارات ينظر إلى قصد قائلها.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" الاعتبار بالمعاني والمقاصد في الأقوال والأفعال، فإن الألفاظ إذا اختلفت عباراتها أو مواضعها بالتقدم والتأخر والمعنى واحد؛ كان حكمها واحدا، ولو اتفقت ألفاظها واختلفت معانيها كان حكمها مختلفا، وكذلك الأعمال، ومن تأمل الشريعة حق التأمل علم صحة هذا بالاضطرار " انتهى. "إعلام الموقعين" (4 / 552).

والظاهر المتبادر من قول المسلم لها؛ أنه يقصد: ان البلاء اشتد وأن الأسباب الدافعة له والتي جعلها الله تحت قدرة أهل الأرض قد انقطعت، فلم يبق إلا اللجوء بالدعاء إلى الله تعالى الذي هو فوق السماء؛ لأنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.

وهذا معنى حق، لا ريب فيه، وهو المفهوم المتبادر من إطلاق من يطلقها، فإن الله جل جلاله هو الذي في السماء، كما يؤمن المسلمون، ويقولون. وهو مدبر الأمر كله، وبيده الخير كله، سبحانه. قال الله تعالى:

( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ) الملك (16).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" والسلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا: " إنه فوق العرش وإنه في السماء فوق كل شيء " لا يقولون إن هناك شيئا يحويه أو يحصره، أو يكون محلا له أو ظرفا ووعاء سبحانه وتعالى عن ذلك، بل هو فوق كل شيء، وهو مستغن عن كل شيء وكل شيء مفتقر إليه. وهو عال على كل شيء، وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته. وكل مخلوق مفتقر إليه، وهو غني عن العرش وعن كل مخلوق.

وما في الكتاب والسنة من قوله: ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ) ونحو ذلك قد يفهم منه بعضهم أن " السماء " هي نفس المخلوق العالي العرش فما دونه. فيقولون: قوله: ( فِي السَّمَاءِ ) بمعنى " على السماء "، كما قال: ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) أي " على جذوع النخل "، وكما قال: ( فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) أي " على الأرض ".

ولا حاجة إلى هذا، بل " السماء " اسم جنس للعالي لا يخص شيئا. فقوله: ( فِي السَّمَاءِ ) أي " في العلو دون السفل ". وهو العلي الأعلى، فله أعلى العلو، وهو ما فوق العرش وليس هناك غيره العلي الأعلى سبحانه وتعالى " انتهى. "مجموع الفتاوى" (16 / 100 – 101).

ومن لطيف ما جرى من قاضي الجماعة في الأندلس: منذر بن سعيد البلوطي، رحمه الله:

أنه استسقى مرةً، فقال يهتف بالخلق: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله الآيتين [فاطر:15 - 16] فهيج الخلق على البكاء.

ثم إن رسول الناصر جاءه للاستسقاء، فقال للرسول: ها أنا سائر، فليت شعري ما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا؟

فقال: ما رأيته قط أخشع منه في يومه هذا، إنه منفرد بنفسه، لابس أخشن الثياب، مفترش التراب، قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه، يقول: رب هذه ناصيتي بيدك، أتراك تعذب الرعية وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم، أن يفوتك مني شيء.

فتهلل منذر بن سعيد، وقال: يا غلام احمل الممطرة معك، إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء". انتهى، من "سير أعلام النبلاء" (16/ 177).

والله أعلم.

المراجع

close

المصدر:

موقع الإسلام سؤال وجواب


مدار الساعة ـ