بقلم: يزن منصور كريشان
في هذه الصورة التاريخية النادرة يقف عمي المرحوم محمد ذيب كريشان - أبو قاسم حاملاً بين ذراعيه طفلاً سيكبر ليكون جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رمز القيادة الهاشمية ومسيرة العطاء المتواصل.إنها لحظة لا توثق مشهداً عابراً بل تحمل في طياتها قيمة وطنية ووجدانية عميقة وتروي علاقة متينة بين القيادة وشيوخ العشائر ورجالات الوطن الأوفياء.يظهر عمي أبو قاسم بوقاره المعروف بثبات رجل كانت حياته عنواناً للشرف والالتزام فيما يحمل بين يديه الامير الصغير آنذاك في مشهد يفيض بالرمزية: يد أمينة تحمل مستقبل الوطن وقلب مخلص يحيط القائد القادم بالمحبة والوفاء.هذه الصورة وثيقة تجسد مرحلة وتؤكد أن الأردن قام على علاقة صادقة بين الهاشميين وأبناء الشعب علاقة امتزج فيها الوفاء بالثقة والانتماء بالإيمان العميق بالوطن وقيادته.وعندما نعيد النظر إليها اليوم ندرك أن بعض الصور تحمل من الدلالات ما يتجاوز الزمن…فهي تذكرنا بأن الرجال الأوفياء يرحلون بأجسادهم لكن أثرهم يبقى شاهداً على تاريخ كتبوه بصدق أفعالهم ونبل مواقفهم.رحم الله عمي أبو قاسم وجزاه عن أهله ووطنه خير الجزاء وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني وأدامه قائداً لوطنٍ يستمد قوته من إرثه ورجاله.












