أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العتوم يكتب: كتابي حول الحرب الأوكرانية شيوعا


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: كتابي حول الحرب الأوكرانية شيوعا

مدار الساعة ـ

الحمد لله بداية على نعمة حرية الصحافة و الإعلام في بلدنا الأردن التي يصل سقفها إلى السماء ،

تماما كما يريد ذلك صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ،و الدستور الأردني في مادته رقم 15 . وكتابي هذا ( مشهد من الحرب التي يراد لها أن لا تنتهي – الروسية الأوكرانية و مع ( الناتو ) بالوكالة ) الصادر عام 2022 ، و الذي كتب تقدمته دولة السيد طاهر المصري مشكورا شافاه الله ، و شكر صدوره صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال .

وكل شكر لي في مجال كتبي في السياسة الروسية و الدولية من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني عام 2016 ، ومن صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال عام 2022 ، ووسام صندوق مؤسسة " روسكي مير " في موسكو العام الحالي 2025 ،كلها أوسمة أتشرف بها ،و تشكل بالنسبة لي حافزا قويا لمواصلة العطاء في المسار الكتابي الذي أحب ، وفيه أبدع ، و عن قناعة .

فماذا كتب في تقدمته لكتابي هذا دولة السيد طاهر المصري ؟ لقد كتب قائلا ( الحرب الأوكرانية جذورها ليست بجديدة ، لكنها خرجت إلى العلن فجأة دون إنذار أو مقدمات . و أضحت تهدد النظام العالمي برمته ، و هي ليست من النوع التقليدي ، وهي صراع بين الحضارات . و للوصول إلى الصين لابد من تحجيم روسيا ، لكن روسيا عادت إلى وضع متوازن بين الشرق و الغرب . و بأن نتيجة الحرب سيكون لها تأثيرا على اقتصاد أوروبا التي أنفقت الكثير على الحرب . و لا بد من إعادة النظر بالنظام الدولي برمته ).

و تعليقي هنا ، هو بأن ما جاء به المصري تقوله روسيا اليوم التي لم تختار الحرب ، و تبحث عن السلام العادل الذي ينصفها ، و تقبل به العاصمة ( كييف ) التي بدأت الحرب بالتعاون مع الغرب و ترتكز على اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي، و على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 571. و يخطيء من يعتقد بأن روسيا ستخسر الحرب أو السلام ، و الجناح الأوكراني مطالب بفصل قراره عن الغرب الأمريكي – (عن الاتحاد الأوروبي ، وعن الولايات المتحدة الأمريكية) . و أفضل مظلة للسلام الروسي – الأوكراني ، كما أعتقد ، هي مجلس الأمن ، و الأمم المتحدة ، و القانون الدولي . وخطة سلام أمريكية – روسية – أوكرانية جديدة بتاريخ 20 نوفمبر 2025 ، و ضمانات أمنية تنتظر قبول الطرفان المتحاربان .

لست هنا لأظهر إنحيازي لطرف يحارب اخر ، فالحرب الأوكرانية شيوعا ليست حربنا نحن العرب .و موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ، و الجامعة العربية التي يقودها السيد أحمد أبو الغيط ، و جهود وزير خارجية الأردن السيد أيمن الصفدي كلها تصب في الحياد ، و التوجه للحوار الهاديء ، و للسلام الواجب أن يفضي للتنمية الشاملة على مستوى العالم . و الأردن الرسمي – المملكة الأردنية الهاشمية كما جامعة الدول العربية يقيم علاقات متوازنة مع روسيا الاتحادية العظمى ، و مع أوكرانيا جارتها الجنوبية ، التي أصبحت منقسمة بين جناح غربي ، و أخر شرقي و جنوبي عبر صناديق الأقتراع ، و بقرار العملية العسكرية الروسية الإستباقية ، الدفاعية ، التحريرية بتاريخ 24 شباط 2022. و الروس و الأوكران إخوة ، و الحرب ليست بينهما ، و إنما ضد التطرف الذي يقوده التيار البنديري المرتبط بجذور الحرب العالمية الثانية .

وكل ماله علاقة بإستقلال أوكرانيا عام 1991 ، و اعترفت به الأمم المتحدة له خصوصية روسية . و يصعب أن ننسى هنا ، بأن الاتحاد السوفيتي بني طوعا عام 1922 ، و تفكك طوعا بقرار مجلس السوفييت الأعلى رقم 142 - عام 1991 ،و ارتبط بإتفاقية تشترط على الدول المستقلة الحياد ، و عدم التحالف مع أحلاف معادية مثل ( الناتو ) . وفي المقابل عرضت روسيا – بوتين على أمريكا – كلينتون ادخال روسيا في ( الناتو) عام 2000 للجم الحرب الباردة و سباق التسلح ، و قوبل طلبها بالصمت .

روسيا الاتحادية التي أعرفها عن قرب ملتزمة بالقانون الدولي ، و لم تخترقه كما تشيع ماكنة إعلام الغرب التي تربط بين الحرب الأوكرانية الواجب أن تنتهي إلى سلام عادل بالحرب الباردة و سباق التسلح . و لم تمارس روسيا الاحتلالات يوما في تاريخها العميق و المعاصر ، و مثلي هنا النصر الذي حققته الأمبراطورة يكاتيرينا الثانية في حرب القرم الثانية في الأعوام 1774 -1783 ، وفي غزوة نابليون بونابارت 1812 ،ودور دفاعي في الحرب العالمية الأولى 1914 في مواجهة المانيا و النمسا ، وتحقيق نجاحات معقولة .

و في الحرب العالمية الثانية 1941 – 1945 دور دفاعي أيضا في التصدي للنازية الألمانية ، و دحرها بجهد سوفيتي مشترك ، وجهد موازي محدود و غامض لأمريكا و بريطانيا، و في الحرب الأوكرانية في الأعوام 2014 و حتى يومنا هذا دور دفاعي تحريري لروسيا واضح المعالم ، تمكن الرئيس فلاديمير بوتين بشجاعة من حماية شرق و جنوب أوكرانيا ، الروسية الأصل ، و التي دخلت دستورها ، و هي الغنية اقتصاديا من تغول الغرب. و تمسكت روسيا بقبول التحدي عبر ما تملك من قوة عسكرية و بحرية و فضائية ، ومساحة جغرافية هي الأولى في العالم ، و مصادر طبيعية فريدة و غنية ، و بقوة موقفها من القانون الدولي .

و قد يتساءل بعضنا هنا كيف ؟ و أجيبه عن دراية ، بأن أوكرانيا التي انضمت للاتحاد السوفيتي عام 1922 لم تكن تملك القرم و لا الدونباس ( لوغانسك ، و دونيتسك ) ، و تحريك الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف ، الأوكراني الأصل ، للقرم تجاه أوكرانيا عام 1954 حتى عام 2014 ، أي ستون عاما ، كان فقط لأغراض مائية و اقتصادية فقط ، لكن أصوله كما الدونباس باقية روسية . ولم ترتبط اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية مع أوكرانيا عام 1994 بأية مبادلة مع (القرم و الدونباس ) كما يشاع في الغرب عبر ماكنته اللوجستية وليس الإعلامية فقط .

هل يريد الروس الحرب ؟ قصيدة كتبها شاعر الحرب العالمية الثانية – الوطنية العظمى – الروسي يفغيني يفتوشينكو ، لتجيب بلا . فالحرب الأوكرانية تمتد جذورها لعمق الثورات البرتقالية ، و المزاحمة على كرسي رئاسة أوكرانيا عبر صناديق الأقتراع ، و عبر إنقلاب ( كييف ) عام 2014 ، و بجهد بريطاني لوجستي تقدمه رئيس وزرائها أنذاك باريس جونسون ، و أمريكي سابق للرئيس جو بايدن ، و إبنه هانتر بايدن ، و بعد قيادة و توجيه حرب شعبية ثماني سنوات حصدت أرواح ألاف الروس و الأوكران معا بهدف ضم شرق و جنوب أوكرانيا قسرا ، و لمعاقبة كل من عارض الانقلاب.

وقابل تلك المعادلة رفض الشرق و الجنوب لحراك العاصمة ( كييف ) ، و تحركت صناديق الأقتراع بنتيجة لصالح الانضمام لروسيا ، وهو أمر غير مخالف لقانون الأمم المتحدة ، و ساندت روسيا نتيجة الأقتراع ، وهو أمر لم يخالف القانون الدولي أيضا . وتم في موسكو تحريك العملية العسكرية الخاصة الدفاعية التحريرية الإستباقية بقرار جماعي تقدمه الرئيس فلاديمير بوتين بشجاعة ، و حقق نتيجة حميدة فوق الطاولة الرملية حجمها ، أكثر من 5000 كم و حوالي ثلاث ماية - 300 قرية ، مقابل عدم مقدرة تحالف ( كييف ) مع الغرب تحرير شبر واحد حتى اللحظة وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب بتاريخ 24 شباط 2022 .

وفي الختام هنا ، فأنني أرى في نهاية الحرب عودة أوكرانيا إلى وضعها السياسي الطبيعي ، قبل إنضمامها للاتحاد السوفيتي عام 1922 ، و قبل إستقلالها عام 1991 ، و لتصبح منطقة عازلة بين روسيا الاتحادية و الناتو . و تحالف الغرب لن يفيدها ، ولا حتى على مستوى العقوبات الاقتصادية أو بتجديد التهديدات ،و هو الذي خسر السيادة و العسكر ،و خسر معها أمواله المليارية الضخمة ،و سيبقى يخسر . وتنتظر روسيا مغادرة أخر جندي أوكراني من دونيتسك ليتم توقيع السلام المطلوب مع الجانب الشرعي الأوكراني عندما يظهر . و شخصيا أساند التقارب الروسي – الأمريكي ،و أستغرب موقف الاتحاد الأوروبي من الحرب خاصة موقف المملكة المتحدة - بريطانيا منها في زمن الحاجة لكي يتقدم السلام على الحرب و ينتصر . و أنا على يقين في المقابل ، بأن هذه الحرب ستنتهي لصالح بناء تعددية الأقطاب ، خاصة و أن روسيا هي المنتصرة فيها ، وهي التي تقود هكذا توجه مطلوب لتحقيق العدالة الدولية .

مدار الساعة ـ