أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

من نزهة بسيطة إلى غيبوبة: إنفلونزا تحوّل حياة طفلة إلى كابوس وتسبب لها التهاب دماغي نادر

مدار الساعة,أخبار الصحة والأسرة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -تخوض سيينا دانيون، الطفلة البريطانية ذات الأربعة أعوام، معركة حياة أو موت داخل غرفة العناية المركزة، بعدما تحولت إصابتها بالإنفلونزا إلى كابوس حقيقي لم يتوقعه والداها.

بدأت القصة المأساوية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما اشتكت سيينا من شعورها بالبرودة، فاعتقد والداها غاري وأنجيلينا دانيون البالغة 38 عاماً أن الأمر مجرد مزحة من طفلتهما المرحة.

وبحسب صحيفة "ميرور"، فقد قرر الوالدان إبقائها في المنزل في اليوم التالي بعد ارتفاع طفيف في درجة حرارتها، دون أن يدركا حجم الخطر المحدق.

من نزهة بسيطة إلى غيبوبة

اصطحب غاري ابنته في نزهة بسيطة على الدراجة الصغيرة، لكنه لاحظ أمراً غريباً، إذ استمرت النزهة خمس دقائق فقط قبل أن تشكو سيينا من برودة شديدة، وهنا لم يدم الأمر طويلاً حتى انهار كل شيء.

بعد يومين فقط، عاد غاري من توصيل ابنته الكبرى إلى المدرسة صباح يوم الأربعاء، لتخبره زوجته بجملة أصابته بالذعر: "هناك خطب ما مع سيينا، إنها فاقدة للوعي ولا تجيب على أي سؤال".

واندفع الأب بطفلته إلى المستشفى، حيث وضعها الأطباء على محلول وريدي، لكن سرعان ما لاحظوا تشنج أصابعها، فأخضعوها لفحص بالأشعة المقطعية كشف عن تشوهات في دماغها.

تدهورت حالة الصغيرة بسرعة مخيفة، حيث تدحرجت عيناها للخلف وفقدت القدرة على التواصل تماماً، ما اضطر الأطباء لوضعها في غيبوبة صناعية.

تشخيص صادم لحالة نادرة للغاية

نُقلت سيينا إلى مستشفى آخر، حيث جاء التشخيص صاعقاً: التهاب الدماغ الناخر الحاد، وهي حالة دماغية نادرة وعدوانية جداً يسببها فيروس الإنفلونزا أو كوفيد-19، والمفارقة المؤلمة أن سيينا لم تتلق لقاح الإنفلونزا قط.

ويصف غاري، البالغ من العمر 41 عاماً والذي يعمل مديراً للتوظيف في كوربي بمقاطعة نورثهامبتونشاير، صدمته قائلاً: "لم أسمع بهذا المرض طوال حياتي، فقد أخبرنا الأطباء أنه حالة نادرة للغاية لكنها عدوانية، يحفزها الإنفلونزا أو كوفيد".

وأضاف بنبرة محطمة: "لم تظهر عليها أي علامات للإنفلونزا، فقط إرهاق وحرارة طفيفة، لكنها ظلت تلعب وتمزح حتى نامت بعد ظهر يوم الثلاثاء، ثم استيقظت شخصاً مختلفاً تماماً، الأمر محير للعقل".

عملية طارئة لإنقاذ حياتها

خضعت سيينا لعلاج تبادل البلازما، لكن حالتها تطلبت تدخلاً جراحياً عاجلاً يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث اكتشف الأطباء ارتفاعاً خطيراً في مستويات اللاكتات، ووجدوا أن 60% من أمعائها تضررت بشكل لا يمكن إصلاحه، فاضطروا لاستئصالها لإنقاذ حياتها، ثم خضعت لعملية ثانية بسبب تجمع الهواء في بطنها.

لا تزال سيينا في غيبوبة، ويتوقع الأطباء أن تستغرق فترة علاجها في المستشفى بين ثلاثة وستة أشهر، تليها إعادة تأهيل مكثفة قد تكلف 8000 جنيه إسترليني أسبوعياً في مركز متخصص للتأهيل العصبي.

تحول سريع وشعور بالذنب وتحذير

يواجه غاري وزوجته واقعاً قاسياً يسيطر عليه القلق على مصير طفلتهما، بعد أن انتقلت خلال أسابيع قليلة من طفلة نشيطة إلى حالة صحية معقدة قد لا تتعافى منها بالكامل.

وعبّر الأب عن صدمته من هذا التحول السريع، مؤكداً أن ملامحها وضحكتها التي اعتادت ملء المنزل قد لا تعود كما كانت.

نقل الأطباء للأسرة صورة صريحة عن المرحلة المقبلة، موضحين أن رحلة العلاج ستكون طويلة، وأن الطفلة قد تستعيد بعض قدراتها أو تفقدها بشكل دائم، مع احتمالات قائمة لإعاقات تستمر مدى الحياة.

في موازاة ذلك، تعيش الأسرة شعوراً ثقيلاً بالذنب بسبب عدم تلقي الطفلة لقاح الإنفلونزا، وهو ما دفع الأب لإطلاق حملة تبرعات لدعم تكاليف العلاج، وتحويل التجربة المؤلمة إلى رسالة توعية موجهة للآباء حول أهمية التطعيم، مع الإقرار بأن التردد المرتبط بلقاحات كوفيد-19 ساهم في اتخاذ هذا القرار سابقاً.

كما دعا غاري إلى تكثيف الأبحاث الطبية لفهم هذه الحالة النادرة، وتحديد أسبابها وسبل التدخل المبكر وفرص التعافي، مشدداً على أن نشر الوعي ودعم العلاج يمثلان محاولته الوحيدة لمنح طفلته أفضل فرصة ممكنة بعد معركة صحية قاسية خاضتها وحدها.


مدار الساعة ـ

المزيد في هذا القسم: