مدار الساعة -في زمن باتت فيه الخوارزميات نبض العصر، تطل القصيدة العربية من شرفة التاريخ العريق، كشاهد على أمجاد تليدة ووهج لا يخفت.
لكن، هل سيبقى هذا الوهج ساطعاً في حين تتهيأ الساحات لمنافس يمتلك ذاكرة بحجم الكون، وقدرة على النظم تضاهي أحياناً قدرة البشر؟ليس الذكاء الاصطناعي مجرد مصطلح تقني يتردد صداه في أروقة المختبرات، بل ثورة تزحف بخطى ثابتة نحو عوالم الإبداع التي هي سمة الروح البشرية المتفردة، بما في ذلك فن العرب الأول الذي هو ديوانهم وسجل مآثرهم وسيرهم، وهذا يفرض وقفة متأنية تبحث حقيقة القضية التي تهدد عمود الثقافة العربية، نغوص من خلالها في أعماق العلاقة الشائكة بين عبقرية الكلمة وبرودة الأكواد التي يكتبها العقل الآلي.دراستان علميتانوفي السياق ذاته، تحدثت دراسة لجامعة بيتسبرغ، نشرتها مجلة «ساينتفيك ريبورتس» في نوفمبر 2024، عن صعوبات لدى القراء غير المتخصصين في تمييز القصائد التي يولدها «شات جي بي تي» عما كتبه شعراء مشهورون.واعتقد %75 من عينة البحث أن قصائد الذكاء الاصطناعي هي من تأليف بشري، وصنفوها على أنها أفضل وأسهل للقراءة من القصائد البشرية. لكن علينا ان ننتبه بان اللغات الاخرى تختلف عن اللغة العربية التي يحتاج فيها الشاعر الى انتقاء المفردات التي تحمل ذوات تشبه الروح.لكن دراسة أجراها الباحث علاء عبد الخالق حسين المندلاوي، ونشرت نتائجها في موقع «مؤسسة العراقة للثقافة والتنمية»، في يوليو 2025، أن الذكاء الاصطناعي أحرز تقدماً في محاكاة القواعد الشكلية للشعر العربي، مثل الالتزام بالبحور الشعرية وقواعد القافية، لكنه أوضح أن ثمة فجوة عميقة بين المحاكاة التقنية والإبداع البشري الحقيقي.











