النيوليبرالية هي "مخاتل نهـّاب"، وفقاً لتعبير جيمس غالبريث، العالم الاقتصادي الأميركي المعروف. فلقد نُسِـجت، حسب رأيه، علاقات تواطؤ وثيقة بين الحاكمين، والنخب الاقتصادية والمـالية، والثقافية الجديدة
وتقول الرواية إجتمع حزب المحافظين البريطاني بعد عدة أشهر من انتخاب مارغريت تاتشر لزعامة حزب المحافظين، بدأ أحد زملائها بشرح المبادئ الأساسية التي يقوم عليها حزب المحافظين، كما رويت القصة، ففتحت ثاتشر حقيبتها وأخرجت كتابا رثا وصفقته على الطاولة، وقالت: "هذا ما نؤمن به"، وكانت تلك ثورة سياسية اجتاحت العالم وبحسب الرواية ايضا لقد كان الكتاب هو Constitution of liberty/ دستور الحرية) لمؤلفه فريدريك هايك، الذي شكل نشره عام 1960 نقطة تحول من فلسفة صادقة، وإن كانت متطرفة، إلى احتيال مطلق وبحسب الكتاب فإن المنافسة هي الصفة التي تعرف العلاقات البشرية، وأن السوق هو الذي يحدد ترتيب الرابحين الخاسرين هايك بدأ كتابه بترويج أضيق مفهوم للحرية: وهو غياب الإكراه، ورفض مفاهيم الحرية السياسية، والحقوق العالمية، والمساواة بين البشر، وتوزيع الثروة بكل تأكيد أصحاب الثروات الكبيرة، رأوا في الكتاب فرصة للدفاع عن أنفسهم ضد الديمقراطية ولذا شكلوا جماعات ضغط ومؤسسات لنشر فكر فريدريك هايك والسردية الجديده (النيوليبرالية)ومن تلك جماعات الصغط والمؤسسات عائلة ميلون سكيف، ولورنس فيرتيغ، واشارليز كوك وعائلة روكفيلر وشركة دوبونت، وشركة جنرال إليكتريك، ، وصندوق ويليام فولكر، ومؤسسة إيرهارت، واستخدم علم النفس واللغويات لتحقيق أثر كبير، حيث وجد المفكرون الذين وظفهم هؤلاء الكلمات والحجج اللازمة لتحويل ما قاله هايك إلى برنامج سياسيبعد ان ان تحول فكر فريدريك هايك الى برنامح سياسي نشأت منه النيوليبرالية وبعد تبني هذا الفكر من قبل مارغرت تاتتشر ورونالد ريغين تحولت الى تسونامي اجتاج العالم يغرق كل الفكر ليبرالي ديمقراطي حيث ساعده في ذلك الأخطاء من الحزب العمل في بريطانيا بتوسيع بلير لمبادرة التمويل الخاص إلى إلغاء كلنتون لقانون (غلاس-ستيغال)، الذي يحظر على البنوك التجارية العمل في الاستثمارات، أما باراك أوباما، الذي لم يملك رواية باستثاء الأمل وكانت ماكينة النيوليبرالية تطوع ببطء كل من يقاوم عن طريق جماعات الضغط ورجالات النيوليبراليةالى ان جاءت الفرصة الذهبية فتحقيق حلم فريدريك هايك وهو تدمير الفكر السياسي الذي يولد منه برنامح سياسي *حققت النيوليبرالية ما أرادت الان وهو عالم ما بعد السياسية* حيث كان هدفها الأساسي سحق الخيار السياسي وعلينا أن نتذكر دوما ان النيوليبراليه جعلت من الكنزيه عدوها اللدود فعلى الصعيد الفكري تعرضت الكينزية لحصار نظري طاحن من خلال هجمات المدرسة النيوكلاسيكية التي قاد لوائها ميلتون فريدمان، وأنصار مدرسة إقتصاديات العرضالثورة النيو ليبرالية هي الجواب التاريخي الذي تقدمه البرجوازية الإحتكارية لأزمة الرأسمالية العالمية من أجل تحجيم دور الدولة في النشاط الاقتصادي والإجتماعي، وخفض معدلات الضرائب على الدخول والثروات المرتفعة، وإطلاق العنان لقوى السوق العمياء في بيئة يغلب عليها طابع الإحتكار *ولكن يبقى السؤال هل الأيدلوجية التي سادت لأربعة عقود مضت، تحتضر هذه الأيام؟* وهل العالم جاهز الان الى ايدولوجيا جديده؟وفي النهاية واقتبس من نعوم تشومسكي قوله" من لديه سردية يحكم العالم"