موقف إنساني لرقيب سير ينقذ رجلا مسنا من الأمطار في سوق المفرق

مدار الساعة - بين زحمة سوق المفرق وصوت الأمطار الغزيرة التي كانت تهطل بلا هوادة، شهد المواطن زياد البطة موقفا إنسانيا مؤثرا لم ينسه، يحكي زياد، وهو يقف عند أحد الأكشاك في السوق، أن رجلا عجوزا كبير السن جلس على قارعة الطريق وسط الطقس الشديد الذي تشهده الأراضي الأردنية، بدت عليه علامات التعب والبرد، ولم يستطع التحرك بسهولة بين المارة والسيارات المبتلة بالمياه.

ويضيف زياد خلال حديث لـ "رؤيا"، أن رقيب السير الذي كان موجودا في المكان لاحظ الرجل فورا، فتوجه نحوه بكلمات دافئة ومطمئنة، مؤمنا له شعورا بالأمان وسط حالة الاضطراب والبرد، ولم يكتف بالتحدث إليه، بل أوقف تاكسي وسدد الأجرة للرجل العجوز، وأوصى كابتن المركبة على العجوز حتى يصل باب منزله، ويتمكن من الوصول بأمان، وهو موقف يعكس قيمة التعاطف والرحمة في أوقات الحاجة.

ويؤكد زياد البطة أن المشهد الذي شاهده كان ملهما للغاية، ويدل على أن الإنسانية لا تحتاج إلى مناسبة خاصة.

وقد أثار تصرف رقيب السير إعجاب المارة، الذين وصفوه بأنه نموذج حي للمسؤولية والرحمة في آن واحد، فبينما كان المطر يهطل بغزارة والشارع يغرق بالمياه، لم يتردد الرقيب في التدخل فورا لمساعدة الرجل العجوز، مستخدما كل الوسائل المتاحة لضمان وصوله إلى منزله بسلام.

ويعتبر هذا الحدث درسا للمجتمع، حيث يمكن لكل فرد أن يقدم يد العون في اللحظات الحرجة، خصوصا للضعفاء وكبار السن الذين يتعرضون لمخاطر الطقس القاسي، كما يسلط الضوء على أهمية الدور الإنساني الذي يمكن أن يقوم به العاملون في المؤسسات الرسمية، مثل رقباء السير، ليصبحوا مثالا يحتذى به في المبادرة والتعاطف مع المواطنين.

وتأتي هذه الحادثة لتؤكد أن كل موقف صغير من العون والرحمة يمكن أن يترك أثرا كبيرا في حياة الآخرين، وأن الإنسانية الحقيقية تتجلى في الأفعال اليومية البسيطة، ليس فقط بالكلمات، بل بالتصرفات العملية التي تخفف عن الناس معاناتهم.

ويختم زياد البطة قائلا: أحيانا يحتاج الإنسان إلى خطوة صغيرة من الآخر، وقد تكون كل فرق الحياة بالنسبة له، وهو ما جسده هذا الموقف الذي شهدناه وسط أمطار المفرق الغزيرة، ليظل محفورا في ذاكرة كل من كان شاهدا عليه.