"فهدنا الأسمر" هو ابن النادي الفيصلي، وشقيق لاعب المنتخب السابق خليل بني عطية، يواصل "نور" مسيرة العائلة الكروية بكل فخر، حاملاً روح الانضباط والشجاعة التي تربّى عليها منذ صغره.

وفي ليلةٍ لم تكن مصيرية من حيث النقاط، لكنها كانت فاصلة من حيث الثقة، وقف نور بني عطية، أمام المرمى بثبات رجل يعرف أنه ليس مجرد بديل، ولا ورقة احتياط، بل اسم يجب أن يُكتب في قائمة الحراس الكبار… لا لأن الظروف فرضته، بل لأن المدرب اختاره عمداً ليكون أساسياً…

نور الذي دخل التشكيلة في مباراة لم يُنظر إليها على أنها محطة حاسمة، قرر أن يجعلها محطة "تأريخ” له.

دخل الملعب كفرصة… وخرج كقيمة.

نحن أمام حارس لا يكتفي بالصد، بل يصد وينهض ويصرخ ويرتب الخطوط… أمام شخصية أخذت حقّها بنفسها، لا بغياب أحد، ولا بمجاملة أحد، بل بأداء يليق بوطن كامل كان يشاهد.

مباراة اليوم كانت اختباراً:

اختبار حضور،اختبار أعصاب، واختبار شخصية.

وقد نجح بني عطية في الثلاث:

تمركز صحيح،قراءة للمساحات قبل وصول الكرة

وردة فعل عالمية المستوى، جعلت أي محاولة خصم تُبطل قبل الوصول إلى الشباك،وتعامل راقٍ مع الكرات العالية،وثقة لا تستطيع إخفاءها حتى لو حاولت.

الجمهور كلّه،كان ينظر "لنور"وكأنه امتداد طبيعي لمرحلة جديدة… مرحلة فيها أسماء تُمنح الفرصة فترد بردّ الرجال.

واداءه اليوم كان من النوع الذي لا يمر مرور الكرام.

ومن حقه أن يعرف كل الأردنيين: مباراة اليوم أثبتت شيئاً واحداً… أن الدكة ليست مكان انتظار، بل نقطة انطلاق للرجال الذين يعرفون قيمتهم.

ليس كل لاعب يأخذ فرصة، ويصنع منها تاريخ.

وليس كل من يبدأ أساسياً، ينهي المباراة وهو يحجز مكاناً في ذاكرة الجمهور.

نور بني عطية، الفهد الأسمر، فعلها.

ولأن كرة القدم لا تحفظ إلا من يترك أثراً، فقد ترك نور بصمته الليلة، بصمة لا تمسحها مباراة، ولا تُغطيها أضواء أخرى.

منذ اليوم، لا ننتظر من نور أن يكون مجرد بديل جاهز… بل حارساً يفرض وجوده، ويجعل المنافسة واجباً لا خياراً.

والرجال حين تُعطى الفرصة، يبيضّون الوجه… ويكبرون بنا ومعنا.

الله يبيض وجهك يا نور…