أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الحجاج يكتب: النشامى في كأس العرب وطنٌ يشقّ طريقه نحو المجد بلا حدود!


أحمد سعد الحجاج
صحفي أردني

الحجاج يكتب: النشامى في كأس العرب وطنٌ يشقّ طريقه نحو المجد بلا حدود!

أحمد سعد الحجاج
أحمد سعد الحجاج
صحفي أردني
مدار الساعة ـ

في رحاب المجد العربي، يطلّ منتخب الأردن كالسيف إذا لمع، وكالفجر إذا انبثق، يكتب على صفحةِ الرياضة ملحمةً لا يبهتُ صداها ولا ينكسرُ وهجها.

( إنّهم النشامى ) !!! رجالٌ حملوا الشغفَ شعلةً، والإخلاص رايةً، فجعلوا من حضورهم في كأس العرب 2025 صورةً صادقةً للاحتراف تمارس كلَّ يوم بعرق الجباه ووهج الانتماء وروح الأردن التي لا تنحني.

وكان الانتصار على مصر صفحةً جديدة في سجلّ الصعود المهيب... دفاعٌ صلب، وسطٌ أنيق هجومٌ فعّال، وحارس مرمى بدا كأنّه يحرسُ المعنى قبل الشباك، يطيرُ للكرة وفي كفَّيه نبضُ وطن كامل.

وتزداد الملحمة إشراقًا بظلِّ جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، الذي يرى في الرياضة أفقًا لرفعة الوطن وصونِ صورته يغرس في اللاعبين حسَّ المسؤولية الوطنية النبيلة، ويباركُ الجهود بعين القائدِ الذي يزرعُ العزم في كلِّ قلب. ويكتملُ المشهد برعايةِ سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الذي جعل الرياضة جزءًا من رؤيته لبناء الإنسان الأردني، يتابعُ ويشجّع ويؤكد أنّ من يرتدي قميص الأردن يحملُ قضيّةَ وطنٍ لا مجرّد لون.

وعلى أرضِ استاد البيت في الدوحة بدا الملعب كأنّه مسرحٌ أسطوري يفتح أبوابه لفرسان الأردن..خطواتهم ثابتة لا تلتفت لضجيج الخصوم، وتشكيلتهم سيمفونيةٌ منسوجة بحكمة دقيقة: دفاعٌ يستحضر رسوخ مؤابَ في الكرك، وسط ينساب بمرونة سهولِ حسبان في ناعور

وهجوم يندفع بحدّة الصقر فوق مرتفعات ضانا، سيّدة الدهشة وملكة المفاجآت. أمّا الحارس فكان صخرةً لا تتزحزح كأنّما استمدَّ من طبيعة الأردن صلابة لا تتبدّل.

الجمهور الأردني خلف الشاشات وفي المدرّجات.. كان قلبًا نابضا بالانتماء يترقّب كلَّ تمريرة يهتفُ لكل هجمة ويحوّل المشاهدة إلى قوّة متدفقة، لغةٌ لا تفهمُها إلا القلوبُ التي اعتادت أن تهتفَ للأردن عاليًا في كلّ ساحة.

هكذا غدا المنتخب الأردني رمزًا لنهضة رياضية تحملُ بصمةَ الوطن: انضباطا يليقُ بمآثره، شجاعةً تستمدُّ جذورها من تاريخ الأمة، وولاء للعرشِ الهاشمي وللراية التي تظلل كلَّ بيت أردني..إنّهم لا يسجلون أهدافًا أهدافًا فحسب، بل يوقّعون على صفحات الزمن شهادةً بأنّ المجد عملٌ وإيمانٌ وإرادة.

النشيدُ المجلجل يبقى شاهدا النشامى عنوانُ القوّةِ الهادئة التي لا تحتاج ضجيجا لتُسمع، ورمز الاحترافية التي أثمرت برعاية حكيمة ورؤية تبني في الإنسان القدرة قبل الإنجاز. يمضون بثباتٍ لا يلين، حاملين راية الأردن في فضاء الرياضة بيد، وحكاية وطن في اليد الأخرى. والمجدُ ما زال يفتحُ أبوابَه لمن يعرفُ كيف يصلُ إليه وهؤلاء بكل فخر

هم النشامى!

مدار الساعة ـ