أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

مركز سميح دروزة للأورام


سلامة الدرعاوي

مركز سميح دروزة للأورام

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ

يشكّل مركز سميح دروزة للأورام نموذجًا استثنائيًا للشراكة الفاعلة بين القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني والمراكز الطبية المتخصصة، فقد جاء تأسيسه، ثم توسعه، ثم رسوخ مكانته العلاجية حصيلة تلاقي الإرادة الوطنية بين وزارة الصحة وجمعية "همتنا" ومركز الحسين للسرطان.

وهذا النموذج يرسّخ فكرة أن التكامل هو الطريق الأسرع لبناء منظومة علاج أورام متقدمة قادرة على مواجهة الزيادات المستمرة في أعداد المرضى وتلبية احتياجاتهم المتنامية.

زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الأخيرة كانت جولة متابعة ميدانية لما اعتبره جلالته مشروعًا وطنيًا يستحق الدعم، وركنًا أساسيًا في إعادة تشكيل خريطة علاج السرطان داخل القطاع الصحي الحكومي، لذلك الزيارة جاءت لتؤكد جاهزية المركز، ولتعكس ثقة ملكية بقدرة كوادره ومرافقه على أداء مهمة صعبة تتطلب أعلى درجات الاحترافية.

وقد أشارت البيانات الرسمية إلى أن المركز قدّم آلاف الجلسات العلاجية، فيما تجاوز عدد الحالات التي تم تقييمها للعلاج أكثر من 1300 حالة، مع قدرة استيعابية وصلت بعد التوسعة الأخيرة إلى نحو 46 سريرًا تشمل وحدات متخصصة للعلاج الكيماوي وعيادات تغطي مختلف أنواع الأورام.

ما يميز مركز سميح دروزة أن الإنجاز فيه ملموس، وأن رأي المرضى فيه إيجابي بدرجة لافتة، إذ يتحدثون عن فرق واضح في جودة الخدمة، وصياغة البروتوكولات العلاجية، وتوفير الأدوية، والانضباط المهني، على نحو لا يقل كفاءة عن مركز الحسين للسرطان.

وهذه الثقة الشعبية جاءت من إدارة علمية دقيقة وتدريب مستمر ومراجعات شهرية للجودة تقوم بها فرق متخصصة من مركز الحسين للسرطان، مما ساهم في تقليل الأخطاء، ورفع كفاءة الكادر، وتحسين سير العمل داخل جميع الأقسام.

الأهمية الإستراتيجية للمركز تتعاظم اليوم مع استعداد الحكومة لتوسيع مظلة التأمين لمرضى السرطان ابتداءً من مطلع العام المقبل، وهو قرار سيزيد الضغط على البنية الصحية الحكومية، ويجعل من مركز سميح دروزة ركيزة أساسية في استيعاب الحالات الجديدة وتخفيف العبء عن مركز الحسين للسرطان، ولذا وجّه جلالة الملك الحكومة إلى توسعة إضافية لرفع عدد المرضى الذين يمكن علاجهم سنويًا.

هذا المركز أصبح تجربة وطنية تُثبت أن الإرادة المشتركة قادرة على خلق منظومة علاجية تضاهي ما تقدمه دول متقدمة، وإن قصته، منذ عام 2020 وحتى أصبح مؤسسة متقدمة في 2025، تعكس قدرة الدولة على البناء في أصعب الظروف، وتعكس أيضًا أن ثقة المرضى ورضاهم هي أعظم شهادة على نجاح هذه التجربة.

في النهاية، فإن مركز سميح دروزة للأورام اليوم هو رمز لشراكة ناجحة ونقطة تحول في خدمات الأورام داخل القطاع الحكومي، ورسالة طمأنة لمرضى السرطان بأن العلاج المتقدم بات أقرب، وأكثر عدالة، وأكثر قدرة على الوصول إليهم حيثما كانوا.

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ