مأساة النزهة الثلجية: أب يُجبِر أطفاله على السير في عاصفة ثلجية متجاهلاً توسلاتهم خوفاً من الموت

مدار الساعة -تحولت نزهة جبلية إلى حادث مأساوي في الولايات المتحدة، بعد أن أجبر الأب ميكا سميث (31 عاماً) أطفاله الثلاثة، أعمارهم عامان و4 و8 سنوات، على السير في مسار خطير وسط عاصفة ثلجية استمرت 24 ساعة، متجاهلاً توسلاتهم للعودة، وفقاً للسلطات المحلية.

وتمكن الأطفال من النجاة بصعوبة بعد العثور عليهم في مأوى بدائي من صخور وأغصان قرب قمة الجبل، لكن حالتهم الصحية كانت حرجة للغاية. ويواجه الأب الآن ثلاث تهم بتعذيب الأطفال وثلاث تهم بإساءة المعاملة.

صرخات الأطفال وتجاهل الأب

خلال الرحلة، سألت الطفلة الكبرى والدها: "هل سنموت تجمداً؟"، لكن الأب رفض الاستجابة، قائلاً وفق الوثائق: "هذه فرصة لا تتكرر"، وأضاف في موقف آخر: "لن تمرّي"، في تجاهل واضح لتحذيرات الأطفال.

تحذيرات زوجته بلا جدوى

أرسلت زوجة ميكا سميث رسائل نصية تحذر فيها من المخاطر وتطلب منه العودة قبل حلول الظلام، إلا أنه أصر على مواصلة الرحلة رغم تدهور الأحوال الجوية وزيادة البَرَد والمطر، وأرسل لاحقاً صورة للأطفال محاطين بالصخور والثلوج، وفقاً لتقرير موقع "ميرور".

انهيار الأطفال وسط مسار صعب

انطلقت الرحلة على مسار بروودز فورك الشهير بصعوبته، والذي يرتفع 2100 قدم خلال خمسة أميال، في ظروف صعبة شملت ضباباً ومطر وبَرَد. اضطر الأطفال لتسلق الصخور والتشبث بالشجيرات، ونفد الطعام الذي أحضره الأب.

ومع حلول المساء فقد الطفل ذو العامين وعيه بعد سقوطه، أما الطفل (4 سنوات) أصبح بارداً جداً وتوقف عن التنفس عدة مرات، واضطر الأب والابنة لإجراء إنعاش قلبي، فيما حاولت الابنة الحفاظ على حياة شقيقيها بالاحتضان والإسعاف الأولي.

التقى فريق الإنقاذ الأب فجر اليوم التالي وهو يسير بمفرده، وأخبرهم بأن أحد أطفاله توفي. لكن الأطفال الثلاثة وجدوا مختبئين خلف صخور وأغصان، حيث كان الطفلان الصغيران فاقدي الوعي وفي حالة حرجة، بينما كانت الطفلة في حالة مستقرة نسبياً. وكشف لاحقاً أن الطفل (4 سنوات) أصيب بجلطة استدعت إزالة جزء من جمجمته بعدما انخفضت حرارته إلى 15.9 درجة مئوية.

صدمة نفسية طويلة الأمد

يحذر خبراء الصحة النفسية من أن الأطفال تعرضوا لصدمة عميقة ستترك آثاراً طويلة الأمد، بما في ذلك كوابيس، فرط يقظة، صعوبة في الثقة بالبالغين، وخوف مستمر من الطقس القاسي، فضلاً عن اضطرابات محتملة في العلاقة بين الأشقاء، وفقاً لعالم النفس جون إيستهام.

وأكدت عائلة سميث في بيان رسمي: "العائلة حزينة وتطلب الخصوصية في هذا الوقت العصيب. تركّز جهودنا الآن على دعم ميكا وسامانثا والأطفال في رحلة التعافي، وقد بدأ الأطفال بالتحسن تدريجياً".