في بلدٍ اعتاد أن يواجه تحدياته بثقة، وأن يحوّل ضغوط اللحظة إلى فرص للبناء، تظهر شخصيات لا تشبه إلا مرحلة النهوض، ولا تتقدم إلا حين تحتاج المؤسسات إلى صوتٍ خبير يضع الأمور في نصابها من بين هذه الشخصيات تبرز الدكتورة رنا عبيدات، حضورٌ هادئ لكنه صلب، وعقلٌ علمي يمضي في عمله بثقة الباحث، ودقّة المختبر، وبعدالة الدولة التي تعرف قيمة صحة مواطنيها وحقهم في غذاءٍ آمن ودواءٍ موثوق.
هي ليست مجرد اسم في مؤسسة عامة، بل مفصل من مفاصل الأمن الصحي الوطني امرأة جاءت من قلب الجامعة ومختبرات البحث العلمي، تحمل رؤية لا تعتمد على الانبهار بالشعارات بقدر ما تعتمد على الأرقام، وعلى فهم حقيقي لمسؤولية المؤسسات عندما تكون على تماس مباشر مع حياة الناس.حين تتسلّم امرأة بهذا الوزن مسؤولية حسّاسة كالمؤسسة العامة للغذاء والدواء، فالرسالة واضحة الدولة تراهن على الكفاءة لا على الضجيج حيث تمارس الدكتورة رنا عبيدات القيادة بأسلوب مختلف؛ لا تخوض معارك جانبية، ولا تتعامل مع المنصب كمنصة للظهور، بل كمساحة للعمل الهادئ المنهجي الذي يُبنى فيه القرار على الدليل، وتراقب فيه التفاصيل الصغيرة لأنها غالبًا ما تُحدث الفارق الكبير.وفي هذا السياق، تبدو عبيدات كهيبةٍ تمشي بثبات؛ إذ أن حضورها لا يصنعه المنصب بل تصنعه هي حيث هيبة العلم التي تحملها لا تظهر في لغة خطابها فحسب، بل في الطريقة التي تُحسن بها قراءة التفاصيل، وفي الثقة النابعة من أعوام طويلة من البحث والتجريب لذلك، حين تُدير ملفًا أو تُطلق قرارًا، تشعر بأن المؤسسة أكثر أمانًا، وأن المعايير أكثر صرامة، وأن الدولة تستند إلى عقلٍ يعرف وزن كل خطوة.من يعرف رنا عبيدات يدرك أن خلف كل خطوة تتخذها منهج بحثي كامل تفكيك للمعلومة وقراءة نقدية وتحليل للمخاطر ثم قرار محسوب بعناية حيث ما يميز حضورها المؤسسي أنها لم تفقد حسّ الباحث رغم وجودها في موقع إداري رفيع فهي ترى المؤسسة بوصفها امتدادًا للمختبر الكبير، وترى المجتمع باعتباره الشريك الأول في ضمان جودة الغذاء والدواء ولعل هذا المزج بين عمق العلم وواقعية الإدارة هو ما جعل نظرتها مختلفةلا مبالغة في التوقعات ولا تهويل للأخطار ولا تهاون في المعايير.لا تحتاج عبيدات إلى عناوين كبيرة لتُثبت حضورها، يكفي أن تمرّ على الملفات التي تمسّ شريان حياة الأردنيين من جهة رقابة حقيقية على الأسواق، وضبط للمخالفات دون تردد، وتعزيز لثقة المواطن بالمنتج المحلي من جهة أخرى ، وفتح نافذة شفافة مع القطاع الطبي والصيدلاني.وفي زمن تختلط فيه الأصوات العالية بادعاءات الإنجاز، تأتي عبيدات لتقدم النموذج النادر للمرأة التي تلهم الثقة وتبني معيارًا جديدًا؛ معيارًا يقوم على الانضباط والصدق والمسؤولية الأخلاقية فهي لا تبحث عن الضوء، لكنها تصنعه من خلال نتائجها حيث تتواجد في بيئة تحتاج إلى صوت ثابت يفرّق بين الحقيقة والادعاء بوصفها واحدة من تلك النساء اللواتي يرسمن صورة أجمل للكفاءة حين تتجسد في الهدوء، وللالتزام حين يتحول إلى أسلوب حياة.ربما ما يميز الدكتورة رنا عبيدات أنها ترى المؤسسة العامة للغذاء والدواء ليس كجهة رقابية فحسب، بل كجزء من منظومة تُصنع من خلالها الثقة العامة وحين تُصاغ القرارات بهذه العقلية، يصبح الملف الصحي جزءًا من هيبة الدولة وبنيتها الصلبة ومن هنا، لم تعد محاربة الغش وتنظيم السوق مجرد مهمة يومية، بل مشروعًا وطنيًا يرسّخ فكرة أن المواطن يستحق أفضل ما يمكن أن تقدمه الدولة، وأن صحة الناس ليست بندًا يُدار، بل أمانة تُصان.وجودها في هذا الموقع يمثل أيضًا عنصرًا مهمًا في التحولات التي يشهدها الأردن دخول نساء بوزن علمي رفيع إلى مواقع القرار، ليس بصفته تمكينًا شكليًا، بل حقيقة يفرضها معيار الكفاءة.حيث تقدم عبيدات نموذجًا أنيقًا وهادئًا للمرأة الأردنية التي تحضر بثبات، وتعمل بعمق، وتخدم وطنها من موقع يحتاج الكثير من صبرها وعلمها وشجاعتها.ربما هذا هو العنوان الأبسط لمسيرتها: العمل بصمت، واتخاذ القرار بثقة، وبناء مؤسسة تحرس صحة الأردنيين من بوابة العلم والمعرفة حيث أن الدكتورة رنا عبيدات ليست مجرد مديرة عامة لمؤسسة، بل عقلٌ يقود مرحلة، ونهجٌ يؤكد أن الدولة القوية تُبنى على أساس علمي صلب، وعلى أشخاص يعملون أكثر مما يتحدثون.الفراية يكتب: د. رنا عبيدات… عقلٌ علمي يقود البوصلة ويعيد تعريف قوة الدولة من بوابة الدواء والغذاء
ليث الفراية
الفراية يكتب: د. رنا عبيدات… عقلٌ علمي يقود البوصلة ويعيد تعريف قوة الدولة من بوابة الدواء والغذاء
مدار الساعة ـ
